دأبت المملكة منذ عهد مؤسس الكيان السعودي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن- يرحمه الله-، وفترات العهود التي تلته، على العمل الحثيث من أجل نصرة قضايا العرب والمسلمين ولم شملهم وتوحيد صفوفهم، وهذا العمل يبدو بوضوح من خلال كافة توجهات المملكة؛ من أجل نصرة القضايا العربية والإسلامية والوصول إلى أفضل الحلول لتسويتها. هذا العمل المستمر أكد عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله-، يوم أمس الأول، في كلمته الضافية التي وجهها للشعب السعودي والمسلمين في كل مكان؛ بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لعام 1438، وهو عمل لا بد منه للحفاظ على مصالح العرب والمسلمين والذود عن حقوقهم ومناصرة قضاياهم العادلة، وهو عمل نادت به مبادئ العقيدة الإسلامية السمحة. وقد ركز الملك المفدى، في كلمته تلك، على أهمية إجماع العرب والمسلمين على معالجة مشاكلهم وأزماتهم العالقة والعمل بيد واحدة للقضاء على التطرف والإرهاب بكل أشكاله وصوره؛ حماية لشعوبهم ولشعوب سائر العالم من ظاهرة الإرهاب الخبيثة الآخذة في الانتشار بين المجتمعات البشرية كانتشار ألسنة النار في الهشيم، وهو انتشار يحول دون الأخذ بأسباب التنمية والرخاء والاستقرار. والإجماع الذي طرحه- يحفظه الله- برز بوضوح من خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت مؤخرا بالرياض وشارك فيها الرئيس الأمريكي الذي اختار المملكة لتكون المحطة الأولى من محطات زياراته الرسمية بعد دخوله البيت الأبيض، وهي دعوة أجمع عليها زعماء الدول العربية والإسلامية وأجمعت عليها الولايات المتحدة، وأجمع عليها العالم بأسره إنقاذا للبشرية من ويلات الإرهاب ومردوداته السلبية على تقدم الشعوب وازدهارها. إن الدعوة للوحدة ولم الشمل والكلمة والصف، هي دعوة تدخل في صلب المبادئ والتعاليم والتشريعات الإسلامية السمحة التي تتخذ منها المملكة نبراسا لتطبيقه في كل أمر وشأن، وهي دعوة من شأنها أن تدفع عجلة التقدم والتنمية والبناء إلى الأمام، وهي في الوقت ذاته تدعو لمكافحة الجريمة والإرهاب والتطرف. ولا شك أن الأزمات والتحديات والمخاطر التي تحيق بالأمتين العربية والإسلامية تدفع كافة العرب والمسلمين إلى التعاضد والتكاتف والتآزر؛ من أجل تحقيق أهدافهم وغاياتهم النبيلة، المتمثلة في إعلاء كلمة الله، ورفع شأنهم، والعمل على مكافحة التطرف والإرهاب داخل دولهم، ويبدو واضحا للعيان أن ظاهرة الإرهاب لا تهدد العرب والمسلمين فحسب ولكنها تهدد البشرية كلها. والعمل وفقا لإستراتيجية دولية جماعية لمكافحة ظاهرة الإرهاب، هو جل اهتمام المملكة مرارا وتكرارا في معظم المحافل العربية والإسلامية والدولية، والطريقة المثالية لاحتواء تلك الظاهرة وقطع دابر الإرهابيين والخلاص من مساوئ وويلات أعمالهم.
مشاركة :