الجيش اللبناني يؤكد على مخططاته لدحر الإرهاب على الحدود الشرقية

  • 5/28/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قائد الجيش جوزيف عون: استقرار لبنان هو في حمى الجيش الذي لن يسمح بالعبث به تحت أيّ ظرف من الظروف.العرب  [نُشر في 2017/05/28، العدد: 10646، ص(3)]يقظة مستمرة بيروت - أكّد قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون القدرة الاستخباراتية للجيش اللبناني على اجتثاث الخلايا الإرهابية من مخابئها أينما وجدت. وقال عون، إن “هذه القدرة تسير جنبا إلى جنب مع مواصلة الوحدات الميدانية مهاجمة مواقع التنظيمات الإرهابية على الحدود الشرقية، وتضييق الخناق عليها، وصولا إلى دحرها بصورة نهائية”. وطمأن العماد عون إلى أن “استقرار البلاد هو في حمى الجيش، الذي لن يسمح بالعبث به تحت أيّ ظرف من الظروف”. ودعا العسكريين إلى “مزيد من الجهوزية والاستعداد لتنفيذ المهمات المرتقبة بروح الشجاعة والالتزام المعهودة فيهم”، منوها بـ”العمليات النوعية الاستباقية التي نفذتها مديرية المخابرات خلال الأيام الماضية في منطقة عرسال. وأشار إلى أن “توقيف الإرهابيين المسؤولين عن تفجيرات بلدة رأس بعلبك بالسرعة القصوى قد حال دون استمرارهم في تنفيذ مخططاتهم الإجرامية وجنب وقوع الكثير من الضحايا في صفوف المواطنين”. وقالت مصادر أمنية لبنانية إن انتحاريا من تنظيم الدولة الإسلامية فجّر سترة ناسفة في هجوم على موقع للجيش اللبناني في شمال البلاد مساء الجمعة ممّا أسفر عن إصابة عدد من الجنود بإصابات طفيفة. وأضافت المصادر أن قوات الأمن ضبطت أيضا سيارتين ملغومتين قبل تفجيرهما في نفس المنطقة قرب مدينة عرسال القريبة من الحدود السورية. ويشتبك الجيش اللبناني بشكل متكرر مع إسلاميين متشددين حول عرسال غالبا ما يأتون عبر الحدود التي تكثر فيها الثغرات مع سوريا. وامتد الصراع السوري الدائر منذ ست سنوات أحيانا إلى لبنان المجاور وشمل هجمات بقنابل في بيروت في عامي 2014 و2015. واجتاح متشددون عرسال لفترة وجيزة في 2014 قبل أن يطردهم الجيش. ويقول الجيش إنه ما زال يشن عمليات متكررة تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية ومتشددين سابقين على صلة بالقاعدة في المنطقة الحدودية الجبلية. وفي سياق التطورات الأمنية نفسها، سقط قتلى وجرحى جراء اشتباكات عنيفة بين تنظيمي جبهة النصرة من جهة، و داعش من جهة أخرى فجر السبت في جرود عرسال شرق لبنان. وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية أن “اشتباكات عنيفة وإصابات كثيرة وقعت في صفوف مسلحي تنظيم داعش وجبهة النصرة، بعد هجوم من قبل التنظيم على مواقع النصرة من ثلاثة محاور في جرود عرسال”. وأضافت الوكالة أن الاشتباكات العنيفة تتواصل بين مسلّحي تنظيم داعش من جهة، وجبهة النصرة وسرايا أهل الشام من جهة أخرى، “ما أدّى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى بين الطرفين وسط حالة من الفوضى والتوتر داخل مخيمات وادي حميد (في جرود عرسال) بين المدنيين”. وخاض الجيش اللبناني خلال الست سنوات الماضية جولات قتال متكررة مع التنظيمات الجهادية على الحدود السورية اللبنانية، والتي يتحمل حزب الله المسؤولية الأولى في استدراجها إلى تلك المنطقة بسبب انخراطه في الأزمة السورية. وقال حزب الله اللبناني مؤخرا إنه فكك كل مواقعه العسكرية بمحاذاة الحدود الشرقية مع سوريا وإن الجيش اللبناني فقط هو الذي سينفذ دوريات في المنطقة. ولطالما شكل وجود حزب الله على الحدود الشرقية مع سوريا ضغطا كبيرا على الجيش سياسيا وشعبيا وأمنيا. وفتح إعادة تموضع حزب الله على الحدود السورية اللبنانية المجال أمام إبداء الجانب الأميركي رغبة متزايدة في تعزيز دعمه له. وكشف العميد المتقاعد في الجيش اللبناني ناجي ملاعب أن الولايات المتحدة مهتمّة بتزويد لبنان بأسلحة نوعية لدعمه في محاربة الإرهاب على حدوده، بعد قرار حزب الله تغيير التموضع في هذه المنطقة. وأضاف أن “الحزب قرّر ترك الحدود اللبنانية السورية من الجهة اللبنانية، وإعادة الانتشار من الداخل السوري، حيث أن الضغط في البادية السورية والجنوب استدعى نقل عناصره لدعم الجيش النظامي في معاركه هناك”. ووفق العميد “أصبحت للجيش اللبناني مهمات مضاعفة، وهي تغطية كامل الحدود اللبنانية السورية، التي تقدر بـ350 كيلومترا، علما بأنه ينشر على هذه الحدود ثلاثة أفواج برية، وطلب من الحكومة تطويع أربعة آلاف عسكري جديد، فوافقت على تطويع 2000 عسكري”. وقال “انطلاقا مما تقدّم، نشهد في هذه المرحلة اهتماما أميركيا واضحا بتفاصيل حاجات الجيش العملياتية، التي تمكنه من حفظ الأمن على طول الحدود مع سوريا”. وأضاف ملاعب “يحظى الجيش اليوم بالغطاء السياسي لعملياته، وهو ما لم يكن متوفرا في السابق بفعل الفراغ الرئاسي الذي شهده لبنان على مدى ما يقارب السنتين ونصف السنة”. وعانى لبنان فراغا رئاسيا دام 29 شهرا؛ جراء الخلاف بين الفرقاء السياسيين ولم ينته إلا بتولي ميشال عون الرئاسة يوم 31 أكتوبر الماضي، ضمن صفقة برلمانية قادت أيضا إلى تكليف سعد الحريري في 3 نوفمبر الماضي بتشكيل الحكومة الحالية. وشدد الخبير العسكري على أن المستجدات “نقلت التكتيك العسكري من الوضع الدفاعي إلى الهجومي، وشهدنا غارات للقوات الخاصة في الجيش اللبناني على أماكن محتملة لتواجد إرهابيين مقابل مناطق عرسال والقاع، لا سيما وأن قائد الجيش الحالي، كان القائد المسؤول عن تلك المناطق قبل ترقيته وتعيينه قائدا للجيش”.

مشاركة :