على وقع أكبر تحذير من اعتداء ارهابي لتنظيم «القاعدة»، وضعت الإدارة الأميركية في حال تأهب قصوى امس، بعد إغلاق 21 سفارة وقنصلية لفترة قد تستمر أياماً. وحذر مسؤولون اميركيون من اعتداء «استراتيجي وكبير»، في اعقاب اجتماع أركان الادارة الاميركية في البيت الأبيض. ورأست الاجتماع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، وحضره وزيرا الخارجية والدفاع جون كيري وتشاك هاغل، ومديرو الاستخبارات والقيادات العسكرية. وأكد البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما يتلقى ايجازات مستمرة حول التهديد المحتمل، وأوكل فريقه بـ «القيام بكل ما يلزم لحماية الأميركيين». ولم تعطِ اوساط البيت الابيض تفاصيل عن التهديد سوى انه صادر من شبه الجزيرة العربية، وانه مرتبط باقتراب نهاية شهر رمضان. وأفادت تقارير ان التحذير أتى نتيجة اعتراض اتصالات لم تتوضح طبيعتها. ونقلت شبكة «أي بي سي» الإخبارية عن مسؤول في الادارة قوله إن «الاستخبارات تعقبت اتصالات لتنظيم القاعدة مفادها بانه يتم التحضير لاعتداء استراتيجي وكبير». وزاد المسؤول ان «الجزء المخيف في الأمر، هو حجم الثقة التي أبدوها في التواصل والتأكيد على المخطط». وأضاف أن السلطات الأميركية «لا تعرف اذا كان الاعتداء سيستهدف سفارة أو قاعدة جوية أو قطارات أو طائرات». وقال إن هناك «قلقا من أجهزة يمكن زرعها داخل جسم الارهابي. ونحن قلقون جداً من أدوات مزروعة جراحياً». وأضاف: «هؤلاء الأشخاص طوروا تقنيات لاختراق قدرات المراقبة». وفي هذا الاطار، يبدو التلميح بعملية انتحارية باختراق الأجهزة الأمنية الموضوعة على مداخل السفارات والمطارات. وأشار مراقبون الى ان هذا الأسبوع يصادف الذكرى الـ15 لاعتداءات على السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا. وأكدت مصادر امنية اميركية ان التهديد له صلة بـ «تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية»، لكن اهدافه غير معروفة. وقال رئيس الاركان الاميركي الجنرال مارتن ديمبسي لشبكة «اي بي سي» التلفزيونية ان التهديد «هذه المرة اكثر تحديداً من السابق». وأضاف ان الهدف المحدد لم يعرف «الا ان النوايا واضحة وهي مهاجمة المصالح الغربية وليس الاميركية وحدها». وأغلقت السفارات الأميركية أمس، في كل من افغانستان والجزائر والبحرين وبنغلادش وجيبوتي ومصر والعراق والاردن والكويت وليبيا وموريتانيا وعمان وقطر والسعودية والسودان والإمارات العربية المتحدة واليمن. وحذت بريطانيا وفرنسا والمانيا وكندا حذو اميركا في اغلاق سفاراتها في بعض هذه الدول. واتخذت في العاصمة اليمنية صنعاء، تدابير امنية استثنائية في ظل استنفار لحماية السفارات الغربية. ورداً على سؤال عما اذا كانت للولايات المتحدة قوات متمركزة بشكل مسبق لمواجهة التهديد، قال مسؤول اميركي بارز: «لدينا قوات مستعدة منذ بعض الوقت للرد على طوارئ محتملة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا». وأضاف: «نملك القوة العسكرية لدعم القيام بعمل ملائم وفعال اذا تطلب الامر ذلك»، مشيراً الى ان التهديد «خطر وتعمل وزارة الدفاع عن كثب مع وزارة الخارجية واوساط الاستخبارات لمواجهته».