مصدر الصورةAFPImage caption تيريزا ماي، زعيمة حزب المحافظين الحاكم، وجيرمي كوربين، زعيم حزب العمال المعارض، يتبادلان الاتهامات أثناء إحدى جلسات البرلمان البريطاني تستعد بريطانيا لانتخابات عامة مبكرة ستجري في الثامن من حزيران/ يونيو المقبل، وتأتي هذه الانتخابات المرتقبة في ظروف حساسة، حيث بدأت الحكومة البريطانية إجراءاتها بالفعل للخروج من الاتحاد الأوربي، بعد الاستفتاء الأخير، الذي صوت فيه البريطانيون بأغلبية ضئيلة لصالح هذا الخروج، كما أنها تأتي بعد توالي عدة هجمات إرهابية على بريطانيا، كان آخرها ذلك الذي شهدته مدينة مانشستر البريطانية، وأصبح على ما يبدو عنصرا هاما في الحملات الانتخابية للأحزاب. وتشير التقديرات غير الرسمية إلى أن هناك ما يقارب الثلاثة ملايين مسلم، إضافة إلى ما يقارب المليون عربي يعيشون في بريطانيا، ومن بين هؤلاء هناك أعداد كبيرة ممن يحملون الجنسية البريطانية، ويتمتعون بحقوق المواطنة جميعها، ومنها حق التصويت. غير أن كثيرا من الناشطين من أصول عربية، في صفوف الأحزاب البريطانية، يلومون على أبناء الجالية العربية ،عدم انخراطهم في الأحزاب السياسية، وحتى عدم اهتمامهم بالتصويت في الانتخابات، كما أن تأييد المهتمين بالسياسة منهم، يتوزع بين العديد من الأحزاب، ولا يتركز في تأييد حزب بعينه. لكن الناخبين من أصول عربية في بريطانيا، هم مواطنون قبل كل شيء، وهم يتأثرون بسياسات كل حزب على المستوى الداخلي، من حيث الضرائب ورسوم التعليم وغير ذلك، ويقول مراقبون إن المواطنين البريطانيين من أصول عربية عانوا كثيرا من السياسات الضريبية لحزب المحافظين، باعتبارهم يقعون في منطقة الطبقة الوسطى للمواطنين البريطانيين، وهي التي كانت الأكثر تضررا من فرض الضرائب، وبجانب ذلك فإن الطلاب من أبناء الجالية العربية، عانوا أيضا من سياسة زيادة رسوم التعليم التي بدأت مع عهد حكومة المحافظين مثلهم في ذلك مثل بقية الطلاب. وبجانب ما يتجاذبهم من سياسات تمس حياتهم اليومية كبريطانيين، باتت قضية الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها بريطانيا تلقي بظلالها، على اختيارات الناخبين من أصول عربية، إذ يرى مراقبون أن هذه الهجمات والتي كان آخرها هجوم مانشستر الانتحاري، تستهدف عزل الجالية العربية والمسلمة في بريطانيا عن المجتمع، ويعتبر هؤلاء أن طرفين رئيسيين يسعيان لعزل الجالية، هما التيار الإسلامي المتطرف داخل بريطانيا، والتيار اليميني المتطرف في السياسة البريطانية . وقد تحول هجوم مانشستر الأخير، إلى مادة في الدعاية للانتخابات المقبلة بعد أن قال زعيم حزب العمال جيرمي كوربين، إن التفجير الانتحاري الأخير جاء نتاجا للسياسة الخارجية البريطانية، وتعهد كوربين خلال خطاب له، بتغيير السياسة الخارجية للبلاد، إذا ما فاز حزبه في الانتخابات المقبلة، وقد ردت رئيسة حكومة المحافظين البريطانية (تيريزا ماي) بقوة على ما قاله كوربين واتهمته في أقسى هجوم لها بأنه يوفر "مبررا للإرهاب"، بهذه التصريحات. وفي ظل كل هذه التجاذبات، يستعد البريطانيون من أصول عربية وإسلامية للتصويت في الانتخابات المقبلة آملين أن يكون لصوتهم تأثير في الحياة السياسية. برأيكم،ما العوامل التي ستحكم تصويت البريطانيين العرب في الانتخابات المقبلة؟إذا كنتم من البريطانيين من أصول عربية أي الشؤون الداخلية ستكون أكثر تأثيرا في أصواتكم؟هل ترون أن الهجمات الإرهابية الأخيرة تؤدي إلى عزل الجالية المسلمة في بريطانيا؟وكيف ترون الجدل المتفجر بين حزبي العمال والمحافظين بشأن مدى العلاقة بين ما تتعرض له بريطانيا من إرهاب وسياساتها الخارجية؟ سنناقش كل تلك النقاط في حوار مفتوح يبث حيا مع جمهور من أبناء الجالية العربية في بريطانيا ومجموعة من الناشطين السياسيين من أصول عربية في صفوف الأحزاب البريطانية بمقر البي بي سي وسط لندن.
مشاركة :