لن أقول إن مواطننا في حاجة إلى إعلام توعية، فالحقيقة في واقع حاضرنا الراهن أن الملك عبدالله الذي طور مهمات التميز الصناعي والاقتصادي والتعليمي وموضوعية في حجم حرية النشر ونعرف أن نسب الارتفاع للمتعلمين الأكاديميين وفي دول حضارية أولى قد ارتفع في حده الأدنى إلى مئة وخمسين ألف طالب.. هذه الرؤية العامة.. لكن هناك أكثر من رؤية خاصة يمكن أن نتجه بها إلى مستويات الممارسة التجارية.. ماذا كانت الاهتمامات قبل سنوات ليست بالبعيدة وكيف هي الآن؟.. جدية البحث عن تنوع وظيفي لدى الطالب لم تعد تتوقف عن خمول في استمرارية غير جادة بل أصبحت هناك رغبات القيام بأكثر من مهمة عمل.. صحيح أن من يفعل ذلك ليس عدد أكثريات لكنه أيضاً شاهد وعي مهني موجود ونلاحظه في بعض العاملين معنا.. المرأة.. نعم المرأة.. صحيح هناك قبل أعوام أكاديميات تقدمن بكفاءة تعليم عالية وبعضهن شغلن مسؤوليات خارج البلاد.. لكن كان يبدو أن هذه الأقلية جداً كما لو كانت اجتهاداً خاصاً ولكن غير مجاز.. ما هو الوضع الآن؟.. إذا كانت المرأة قد دخلت عضوية الشورى بثلاثين اسماً فإن ذلك أمر نادر في العالم العربي بل في كل العالم الثالث ونجدها أصبحت تتحمل مسؤوليات في بعض الوزارات ومنحت حرية الاعتراف بجزالة عقلها عندما نجدها في الأسواق والشركات والصحف تمارس نشاطاتها.. ما سبق كله.. هو جزء.. مجرد جزء.. من تواصل تقدم وجود الوعي عند المواطن وينافس ذلك أهميته أنه في وعيه لم يعد تحت تأثير أي وسائل إساءات إعلامية أو سياسية من خارج بلاده داخل قسوة يقين فشل متعدد أصبح ابن الخارج يعانيها وأصبح بدوي أو قروي الأمس في اتجاهات اقتصادية وحضارية وعلمية أكثر منهم.. تعودنا.. وهذا مؤسف في عالمنا العربي أن نستقبل خطب القادة فنجدها تبالغ في تحجيم اتجاهات محدودة وبمبالغ متواضعة ربما الكل منها في وطن واحد لا يساوي تكاليف مشروع واحد قدمته المملكة لمواطنيها.. لمستقبل جيلها القادم.. ويبرهن هذه الحقيقة لئلا يشك أحد في مصداقية هذا حجم تكلفة أرقام المشروع الواحد.. لن نذهب إلى عشر سنوات.. خمس سنوات.. أو حتى عام واحد ولكن سنتجه إلى تكاليف مشاريع حدثت في زمن شهرين فقط ونحن الآن في بداية الشهر الثالث.. الذي هو خارج الموضوع بعد يومه الأول.. ** نتناول الأرقام في استعراض سريع لنرى أن تكلفة المشاريع الجديدة في تطوير قدرات الجبيل وينبع.. هنا لاحظ أقصى الشرق وأقصى الغرب وشركتي أرامكو السعودية وسابك وشركات قطاع خاص في الجبيل وينبع الصناعيتين بتكلفة ملياراً. ** ننتقل إلى الرياض.. مشروع المترو.. وهو ليس مجرد منطلقات مواصلات في ثلاثة شوارع أو خمسة ولكنه تصحيح تاريخي هائل لوضع مدينة الرياض قيل إنه سيكون ظاهرة عالمية بعد إنجازه وتكلفته تصل إلى ملياراً وتعمل في انجازه شركات دولية مرموقة. ** بتكلفة مليون ريال اعتماد مشروع مؤسسة الملك عبدالله لرعاية مرضى الكلى. ** اعتماد صرف مليار ريال تعويضات لملاك عقارات توسعة الحرم المكي. ** توقيع عقود من قبل الوزير د. العنقري لمشروعات في جامعة حائل بمبلغ ملايين ريال. ** توقيع وزير النقل د. جبارة الصريصري عقود عدد من مشروعات الوزارة في مجال التنفيذ والصيانة والأعمال الكهربائية والدراسات والتصميم والإشراف بجميع مناطق المملكة وعددها خمسون عقداً بمبلغ مليارين وتسعة وثلاثين مليون ريال وأربع مئة واثني عشر ألف ريال. ما سبق.. هو عن شهرين فقط.. ابحث عنها كنموذج في أي دولة.. أينما كان موقعها ولن تجد جزالة حجم يتجه إلى المستقبل وليس إلى الحاضر..
مشاركة :