تتجه الخطوط الجوية البريطانية الى تكبد خسائر مالية فادحة بعد الخلل الفني الذي ضرب أجهزة الكمبيوتر وشبكتها الحاسوبية وأدى الى تعطل آلاف المسافرين في مطاري “هيثرو” و”جاتويك”، وهما مركز عمليات الشركة وأكبر مطارين في بريطانيا، وذلك طيلة يومي السبت والأحد وهما يومي العطلة الأسبوعية اللذان يتبعهما عطلة مدرسية تستمر أسبوعاً كاملاً. وكشفت جريدة “ديلي ميل” البريطانية أن الشركة قد تضطر لدفع تعويضات لمسافريها تصل الى 150 مليون جنيه استرليني (192 مليون دولار)، فضلاً عن التكاليف والخسائر الأخرى التي تكبدتها من جراء إلغاء عشرات الرحلات الجوية وتعطل أعمالها في بريطانيا بسبب العطل الفني الذي أصاب شبكتها بدءاً من الساعة 11 من صباح السبت بتوقيت لندن، وظل مستمراً حتى صباح الأحد. وبهذه الارقام فان خسائر اليوم الواحد من هذا العطل الفني قد تتجاوز ربع مليار دولار أميركي، وهو ما يعني أن الشركة الأم المالكة للخطوط البريطانية وهي (IAG) قد تسجل أسهمها هبوطاً حاداً في بداية تداولات الأسبوع، أي صباح الثلاثاء، حيث ستكون الأسواق مغلقة يوم الاثنين بسبب العطلة العامة في بريطانيا. ونقلت “ديلي ميل” عن خبراء في عالم الطيران قولهم إن التعويضات التي قد تتكبدها الشركة البريطانية بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي قد تتجاوز الـ150 مليون دولاراً، أما حالة الفوضى والتأخير في الرحلات فسوف تستمر الى عدة أيام على الأقل حتى تعود الأمور الى طبيعتها، وهو ما سيعني أن كل رحلات الــ(British Airways) سوف تتأثر خلال العطلة المدرسية التي تنتهي مع نهاية الأسبوع المقبل. وبحسب ما كشفت الصحيفة البريطانية فان أكثر من 300 ألف مسافر على متن أكثر من ألف رحلة جوية جميعهم تأثروا من الخلل الفني الذي أصاب شبكات الكمبيوتر التي تدير عمليات شركة “بريتيش إيرويز”. وقال الخبير في المطالبات المالية والتعويضات جيمس ولكر لجريدة “ديلي ميرور” البريطانية إن متوسط التعويض المستحق لكل مسافر يبلغ 300 جنيه استرليني، مشيراً الى أن هذا المبلغ يُضاف اليه تكلفة المبيت في الفنادق الذي يتوجب على الشركة أن توفره لمسافريها، وبعض التكاليف الأخرى، بما يجعل الفاتورة النهائية تزيد عن 150 مليون جنيه استرليني كتعويضات للمسافرين المتضررين، خلافاً للتكاليف الأخرى المترتبة على الشركة. وأظهرت العديد من الصور وتسجيلات الفيديو التي نشرها المسافرون العالقون على شبكات التواص الاجتماعي، أن الآلاف منهم ظلوا لساعات عالقين في طوابير طويلة ولم يتمكنوا من السفر، فضلاً عن أن آلاف أخرى علقوا على أبواب المطار ولم يتمكنوا من الدخول الى قاعات الانتظار بعد أن منعهم رجال الأمن الدخول بسبب الازدحام الشديد والتعطل في الرحلات. وتم إبلاغ آلاف المسافرين أيضاً بإلغاء رحلاتهم عبر اتصالات هاتفية ورسائل بالبريد الالكتروني قبل أن يتوجهوا الى المطار، وهو ما قلل أيضاً من أعداد العالقين على الطوابير والبوابات في مطاري “هيثرو” و”جاتويك” بمدينة لندن.
مشاركة :