تل أبيب: «الشرق الأوسط» قالت الشرطة والجيش إن قوات الأمن الإسرائيلية اعتقلت فلسطينيا يرتدي حزاما ناسفا عند تقاطع مزدحم في الضفة الغربية المحتلة أمس لتحبط عملية كادت تكون أول هجوم انتحاري منذ سنوات. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر لرنر للصحافيين إن شرطة الحدود بالقرب من مدينة نابلس الفلسطينية اشتبهت في رجل يرتدي معطفا في يوم ربيعي حار وطلبت منه التوقف. وأضاف أن الرجل وهو في العشرينات من عمره والذي لم تكشف هويته بعد انبطح فورا على الأرض ورفع قميصه فظهر من تحته الحزام الناسف الذي نزعه خبراء في الجيش وفجروه في وقت لاحق. وتابع لرنر قائلا: «كان هناك 12 أنبوبا فولاذيا متصلا بعضه ببعض عبر أسلاك وقال الرجل إنه كان من المفترض أن يفجره». وقال إن الحادث استثنائي، مشيرا إلى أن قوات الأمن لم تعرف بعد ما إذا كان الرجل الذي جاء من نابلس يتبع لأي تنظيم مسلح. وقع الحادث عند حاجز زعترة وهي منطقة حساسة بشكل خاص في الضفة الغربية تضم عددا من المستوطنات اليهودية وتشهد وجودا أمنيا كثيفا. وقتل مستوطن إسرائيلي في نفس المكان في أبريل (نيسان) عام 2013. وشهدت إسرائيل موجة تفجيرات انتحارية قبل عشر سنوات في ذروة الانتفاضة الفلسطينية كان آخرها عام 2008. وانهارت مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية برعاية أميركية في الشهر الماضي وحذر الخبراء العسكريون من انتفاضة محتملة نظرا لعدم وجود مسار واضح لحل الصراع المستمر منذ عقود. وعلى الرغم من تسجيل حوادث عنف متفرقة في الأسابيع الأخيرة لكن لا توجد مؤشرات على أن هذه الحوادث ستتحول إلى اضطرابات أوسع وأكثر تنظيما. في الوقت ذاته شددت الشرطة الإسرائيلية أمس القيود على دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة بحيث منعت دخول الرجال تحت سن الخامسة والأربعين من سكان القدس الشرقية وإسرائيل، ولا يسمح أساسا لفلسطينيي الضفة الغربية بالوصول إلى القدس المحتلة إلا بتصاريح خاصة. وقالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري: «بعد ورود معلومات مفادها نية شبان مسلمين الإخلال بالنظام في الحرم القدسي الشريف بعد صلاة الجمعة، قررت قيادة الشرطة فرض قيود على دخول المصلين المسلمين للحرم». وأوضحت أنه «سيسمح فقط للرجال حملة الهوية الزرقاء (فلسطينيو القدس الشرقية وعرب إسرائيل) من عمر (45 سنة) وما فوق، بالدخول للصلاة بينما لن يتم فرض أي قيود عمرية على دخول النساء». وفرضت القيود بعد إعلان جهاز «الشاباك» أو المخابرات الداخلية ومكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية في بيان مساء الخميس أن «حركة حماس توجه طلاب مصاطب العلم في الحرم الشريف حيث يوجد شباب ليل نهار تحت ستار الدراسة والتعليم، بينما تكون مهمتهم الحقيقية هي الوجود الدائم هناك بهدف منع اليهود من دخول الحرم وذلك بتمويل من حركة حماس التي تستخدم الحركة الإسلامية في إسرائيل لتنفيذ مشاريعها». وقال البيان إن «حماس تدفع راتبا شهريا ثابتا لهؤلاء الشباب للوجود هناك». وينبه طلاب مصاطب العلم إلى دخول الزوار اليهود المتطرفين والمستوطنين إلى الحرم بهتافات «الله أكبر». ويدخل اليهود عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه الشرطة الإسرائيلية لممارسة شعائر دينية والجهر بانهم ينوون بناء الهيكل مكان الحرم، مستغلين سماح الشرطة للسياح الأجانب بدخول الأقصى للزيارة. على صعيد آخر ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سعى لإقناع إيلي فيزيل، الناشط السياسي حائز جائزة نوبل وأحد الناجين من المحرقة، بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وبدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالحديث عن محاولات نتنياهو، يوم الثلاثاء موعد تقديم المرشحين عريضة تحمل توقيعات عشرة نواب ليحق لهم الترشح للمنصب. وقال فيزيل المقيم في نيويورك، لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن نتنياهو اتصل به ثلاث مرات وحاول الضغط عليه من خلال أصدقاء مشتركين. لكن الناشط البالغ من العمر 86 عاما والمولود في رومانيا رفض ذلك. وقال فيزيل للصحيفة التي عمل لديها كمراسل: «لماذا أصبح رئيسا؟ هذا ليس لي». وذكرت تقارير أن جهود نتنياهو لجذب الكاتب اليهودي - الأميركي الذي لا يحمل الجنسية الإسرائيلية إلى السباق الرئاسي، تأتي في إطار محاولاته الحؤول دون وصول رئوفين ريفلين من حزب الليكود، إلى سدة الرئاسة. ورفض مكتب نتنياهو التعليق على التقرير. ونتنياهو الذي كان قد فكر في السابق في تشريع لتأجيل الانتخابات أو إلغاء مؤسسة الرئاسة أبلغ رئوفين دعمه له شارحا أنه انتظر صدور اللائحة النهائية للمرشحين. وقال نتنياهو لرئوفين في اتصال هاتفي: «أدعم ترشيحك، بصفتي رئيسا للوزراء ورئيسا لليكود»، بحسب مكتب رئيس الوزراء. وتنتهي ولاية الرئيس شيمعون بيريس في نهاية يوليو (تموز) المقبل قبيل إتمامه الحادية والتسعين من العمر، بعد نحو 70 عقدا من الحياة السياسية. ومنصب الرئيس في إسرائيل فخري فيما السلطات التنفيذية بيد رئيس الوزراء. والى جانب ريفلين، تتنافس قاضية سابقة في المحكمة العليا، وحائز جائزة نوبل للكيمياء وثلاثة نواب آخرون، في الاقتراع الذي سيجري في البرلمان في 10 يونيو (حزيران) ويعتبر رئوفين الأكثر حظا فيه، بحسب آخر استطلاعات الرأي.
مشاركة :