يُقسِّم العَارفون ببوَاطن الأمُور الخَوف إلَى أنوَاع، ولَا يَعنينا هُنَا أن نَتفلسف ونُعدّد الأنوَاع، ولَكن سنُركّز عَلى نَوعٍ وَاحِد مِن الخَوف، وهو الخَوف مِن اتّخاذ القَرَار..! فِي البدَاية دَعونا نَستشهد ببَيت الشَّاعر «بشّار بن برد» عِندَما قَال: مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ مَاتَ هَمًّا وَفَازَ بِاللَّذَّةِ الجَسُورُ وهَذا البَيت يَختصر لَنَا كَثيراً مِن المُشكلة، لأنَّه أكَّد أنَّ الجَسُور؛ هو مَن يَفوز باللَّذات، ويَتّخذ أقوَى القَرَارَات..! والخَوف صِفَة مُلازمة للإنسَان، ولَا يُمكن أنْ يَتطوَّر ويُطوّر نَفسه، ويَرفع مِن شَأنه؛ إلَّا مِن خِلال الابتعَاد عَن الخَوف وهِجرته، هِجرة لَا يَعود بَعدها إليه، لذَلك يَقول الفرنسيّون: (لَا عَيش لمَن يُضاجع الخَوف)..! ومِن المَعروف أنَّ أكثَر البَشريّة تَمتَاز بالخَوف، لأنَّ الشَّجَاعَة في اتّخاذ القَرَار؛ أَمر لا يَتيسَّر إلَّا لأصحَاب العقُول الكَبيرة والجَريئة، لذَلك تَجد أكثَر النَّاس يَميل إلَى إبقَاء الأمُور كَما هي، لَيس لأنَّه لَا يَعرف طَريق التَّغيير، وإنَّما لأنَّه يَخاف مِن اتّخاذ قَرَار التَّغيير.. ولقَد صَدَق الزَّعيم «هتلر» حِين قَال: (الأكثريّة لَا تُمثّل إلَّا البُله أو الجُبنَاء، ومائة جَبَان لَا يُمكن أن يَصدر عَنهم قَرَار بطُولي)..! والخَوف مِن اشتهَاء الطّموحَات والتَّشوّق للمَعالي لَه مَراتِب، فهُناك أُنَاس يَحلمون بالتَّغيير ولّا يَستطيعونه، وهُنَاك أُنَاس لَا يَرغبون في التَّغيير حتَّى في أحلَامهم، مِن هُنَا يَقول الأستاذ «راجي الراعي»: (لَا يَجرؤ بَعض النَّاس أنْ يَكونوا «كِبَاراً» حتَّى في أحلَامِهم)..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: أيُّها النَّاس ادرسوا قَرَارَاتكم جيّداً، ثُمَّ تَوكّلوا عَلى الله ونفّذوها؛ إذَا رَأيتم أنَّها تَصبُّ في الطَّريق الصَّحيح، وتَوقّفوا عَن مَقولة الجُبنَاء: (مَن خَاف سِلم)..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :