كل من يتردد على منتدى "الاثنينية" يلمس حضوراً باهراً وأنيقاً للمفكر الإسلامي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق – رحمه الله- فكلماته التي كان يلقيها في حفلات التكريم تشنف الأسماع وتبهر الحضور وتغدق على النفس أدباً وجمالاً. كانت كلماته تبعث الطمأنينة وتبث الحب وتبجل المحتفى به وترفع من مكانته، لا تسمع في حديثه في "الاثنينية" كلمة نابية أو لفظاً خادشاً أو لامزاً لأحد أو معنى مضطرباً. لذلك أزعم أن كل ذلك دفع الشيخ عبدالمقصود خوجة لجمع كلماته التي ألقاها من منبر "الاثنينية" على المحتفين على مدى سنوات طويلة تمتد من عام (1404ه) حتى منتصف عام (1431ه) قبل رحيله. يقول الشيخ عبدالمقصود في مطلع تقديمه: اتسمت مشاركة الدكتور محمد عبده يماني بالدخول مباشرة في صلب الموضوع، وكان حريصاً على الإلمام بجوانب مهمة في حياة ومسيرة المحتفى به، بالإضافة إلى معرفته الشخصية في كثير من الأحيان بشخصية المكرم، ما يضفي على كلمته أو مشاركاته في الأمسيات التي تحظى بحضوره بعداً مميزاً، كما أن حديثه غالباً ما ينطوي على إضافة موضوعية، يستقيها من عمله الموسوعي ومعرفته بدقائق ما يجري على الساحة الثقافية والفكرية؛ لذا كان يدمج بصورة احترافيه بين الحديث عن المحتفى به. مصداقاً لماذا ذكره صاحب "الاثنينية" في مقدمته فقد كان لحضور الدكتور يماني -رحمه الله- نكهة خاصة في منتدى الاثنينية، ذلك لكونه عاصر جمهرة من رواد الأدب والثقافة في المملكة وكذلك معرفته الواسعة بجمهور من العلماء الذين التقاهم في المؤتمرات والمنتديات والمجالس الدينية، ناهيك من دوره التشجيعي ودعمه للجيل الناهض من الأدباء الشباب والمبدعين العرب في كل الحقول المعرفية. أما أبرز الأسماء التي شارك بكلماته في الاحتفاء بهم وهم كُثر تقترب من (120) شخصية: عبدالله الغذامي، محمود سفر، عبدالله خميس، منصور الحازمي، محمد علي الصابوني، مصطفى الزرقا، عبدالله بن بيه، أحمد عمر هاشم، يحيى توفيق، الأمير محمد الفيصل، إبراهيم العواجي، عبدالمنعم خفاجي، حسين عرب، جهاد الخازن، فهمي هويدي، محمد سعيد طيب، حمد القاضي، عبدالعزيز البابطين، عبدالكريم الجهيمان، عبده خال، فهد العريفي، عزت خطاب، حمد الجاسر، حسن الصفار، عبدالمحسن القحطاني، فاطمة نصيف، سميرة إسلام، عبدالوهاب أبوسليمان، ثريا عبيد، الأمير بدر بن عبدالمحسن، سعد البازعي، عبدالفتاح أبومدين، بدر كريم، صالح كامل، هند باغفار، وآخرين.