غيّب الموت الرئيسة السابقة لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري الإعلامية صفاء حجازي بعد صراع مع المرض، وشُيّع جثمانها عقب صلاة ظهر أمس، من مسجد السيدة نفيسة في القاهرة. ونعى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة مكرم محمد أحمد الراحلة في بيان، واصفاً إياها بالإعلامية القديرة. وأضاف أن «حياتها كانت حافلة بالعمل والعطاء في الإعلام المصري، داعياً الله أن يتقبلها ويتغمدها برحمته». ونعاها رئيس الهيئة الوطنية للإعلام حسين زين، مشيداً بمكانتها ودورها في تطوير التلفزيون المصري عبر إيجاد صف ثانٍ من القيادات الشابة، قائلاً إن «عطاءها المتميز لم ينقطع أبداً، إضافة إلى فكرها ورؤيتها عبر مشوار إعلامي اتسم بالمهنية». ونعى بيان صادر عن المجلس القومي للمرأة الفقيدة بقوله إن الإعلام المصري «فقد نموذجاً إعلامياً متميزاً، وهي سعت لتطوير التلفزيون والإذاعة منذ توليها منصب رئيسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون». وتعد صفاء حجازي من أشهر وجوه التلفزيون الحكومي المصري (ماسبيرو)، وامتدت مسيرتها قرابة 30 عاماً أمضتها في العمل الإعلامي الذي لم تنقطع عنه أبداً ولم تنشغل عن سواه. تخرجت في كلية التجارة جامعة المنصورة عام 1984، والتحقت للعمل في بدايتها كمذيعة في الإذاعة المصرية وحققت نجاحاً لافتاً عبر تحقيقها انفراداً بإجراء حوار مع رئيس الوزراء عاطف صدقي فور توليه منصب رئاسة الوزراء عام 1989. ثم انتقلت للتلفزيون عام 1990 حيث عملت كـ «قارئة « للنشرة الإخبارية، وشاركت في تغطية حرب الخليج. اتسمت بملامح هادئة وصوت رخيم، ما جعل المشاهد المصري يتابعها فترة طويلة، بينها 17 عاماً متواصلة أمضتها في تقديم نشرة الأخبار الرئيسة «التاسعة مساءً» بصفة يومية منذ عام 1990 وحتى كانون الثاني (يناير) 2007 حين أوقفت بدعوى التطوير واستبعاد المذيعات من صاحبات الوزن الزائد. وفي العام التالي، أصيبت حجازي بمرض أقعدها عن الظهور لمدة سنة كاملة، قبل أن تكمل مسيرتها. قدمت عدداً من البرامج السياسية أشهرها «بيت العرب» الذي استمر 20 عاماً غطت خلالها كل ما يتصل بجامعة الدول العربية، ما مكنها من إجراء حوارات مع غالبية الرؤساء والملوك والمسؤولين العرب. كانت أول امرأة تتولى منصب رئيس قطاع الأخبار عام 2013 خلال عهد وزيرة الإعلام درية شرف الدين، وفي نيسان (أبريل) 2016 كانت أول وآخر سيدة تشغل منصب رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، إذ ألغي عقب تأسيس الهيئة الوطنية للإعلام. وطاولها المرض خلال شغلها لذلك الكرسي وسافرت لتلقي العلاج في الخارج ثم عادت لتباشر مهمات منصبها حتى وهي على سرير المرض أحياناً. لقبت بـ «المرأة الحديد» لما تتمتع به من شخصية قوية وقيادية وتغلبها على كثير من الأزمات والعقبات، فكانت بحق «سيدة ماسبيرو الأولى». كرمها رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش عام 2015، تقديراً لجهودها في تغطية احتفال افتتاح قناة السويس الجديدة. طاولتها كثير من الإشاعات التي لم تَثبت صحتها يوماً، بينها زواجها من زكريا عزمي رئيس ديوان الجمهورية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.
مشاركة :