• سيرخيو كوردوفا (19 عاماً) هداف البطولة برصيد 4 أهداف • وصل بمعنويات منخفضة إلى كأس العالم ولكن ظهوره الأول ضد ألمانيا أعاد له الثقة • في عام 2016 تعرض لإصابة خطيرة: "بفضل تلك الإصابة أصبحت لاعباً أفضل" كان يوليو/تموز 2016 شهراً رهيباً في حياة سيرخيو كوردوفا. والشهر الذي تلاه كذلك. ولم يكن سبتمبر/أيلول أفضل من سابقيه، وتواصلت المعاناة في أكتوبر/تشرين الأول. كان هداف كأس العالم تحت 20 سنة FIFA كسر العظمة الخامسة بمشط قدمه اليسرى. وأجرى عملية حراحية. لم يتوقف الألم على الرغم من أنه كان من المفروض أن يكون قد بدأ يتعافى. ولكن حتى في أسوأ اللحظات هناك أيضاً فرصة جيدة. وقد استغلها لا بانتيرا ليصبح أكثر نضجاً. "عانيت كثيراً للتعافي، ولكن الإصابة ساعدتني على النمو بشكل لا يُصدّق،" اعترف لموقع FIFA.com وهو جالس بكل أريحية على الكرسي في صورة مناقضة لانطلاقاته الانفجارية التي تجعل من هذا اللاعب البالغ من العمر 19 عاماً أحد اكتشافات نسخة كوريا الجنوبية 2017. ثم أضاف: "جعلتني أفهم أكثر اللعبة، وساعدتني على معرفة المزيد من الحيل والأمور في كرة القدم. عندما كنت خارج الملعب بدأت أفكّر لماذا يحدث لي ذلك وأصبح لاعباً أفضل. في السابق كنت أحب استلام الكرة والركض وحدي. أما الآن فأحب أكثر تمرير الكرة لزملائي، فهم اللعب بشكل أفضل، تحليل الخطط التكتيكية، الإنصات للمدرب. هذا هو ما أسميه نضجاً." ويبدو أن هذا الحس الجماعي يلعب دوراً حاسماً في تألق كوردوفا الذي أصبح أسوأ كابوس للدفاعات وقاد فنزويلا لتكون أفضل هجوم وأفضل دفاع (صفر هدف) في دور المجموعات. وفي هذا الصدد، علّق قائلاً: "نُعطي الأولوية للنظام التكتيكي وبعد ذلك نركز على فتح اللعب، وهو ما نجيد القيام به لأنه لدينا فريق كبير وقد أثبتنا ذلك داخل الملعب." لا شك أنه يقصد بفتح اللعب تمرير الكرات لسيرخيو وأدالبرتو بينياراندا لإزعاج الخصوم على الأجنحة، ولرونالدو بينيا في وسط الملعب لكي يخلق المساحات ولييفرسون سوتيلدو لكي يطلق العنان لخياله: رباعي قاتل في الدور الأول وأصدقاء خارج الملعب. وهنا علّق قائلاً: "نتميز بالسرعة الفائقة، فنحن كلنا سريعون جداً. وكل واحد في مركزه يفهم اللعب جيداً، وهذا ما يعطينا قوة كبيرة في الهجوم. كما أن وحدة الصفوف ضرورية جداً. نجلس دائماً في المقاعد الخلفية ونتمازح ونضحك. تجمعنا صداقة جيدة نعكسها داخل الملعب." يبدو أن نقطة قوة كوردوفا، البالغ طول قامته 188 سنتمتراً، تكمن في الجانب الذهني. سجّل هدفاً في أول ظهور له مع نادي كاراكاس عام 2015 وذلك بفضل قانون الاتحاد الفنزويلي لكرة القدم: منذ 2015 يجب على الفرق أن يكون لديها لاعب في الملعب وآخر في دكة البدلاء من فئات 1997، 1998 و1999. هناك يلعب كلاعب وسط هجومي وليس كجناح أيمن، ولم يلعب هذا الموسم سوى 186 دقيقة. اعترف كوردوفا قائلاً: "بكل صراحة، لم أصل في أفضل أحوالي ذهنياً." في مباراته الأولى ضد ألمانيا تحلى بالتركيز التام لاستغلال فرصة جديدة: "عندما تشاهد الأجواء تشعر بالانبهار.. إنه كأس العالم! لم يكن الوقت لإعطاء أي هدية مجانية. يجب علينا جميعاً تقديم كل ما لدينا لتمثيل بلدي، زملائي، عائلتي وشعبي للوصول إلى القمة. ودائماً ما أتشبث بذلك لمواصلة حلمي." الهدف الذي سجله وأدائه الرائع كان بمثابة "دفعة قوية لاستعادة الثقة." ينتظرهم الآن منتخب اليابان في الدور ثمن النهائي، ولكن كوردوفا لا يريد أن يفقد التركيز لأن "كرة القدم تتغير في لحظات، من النعيم إلى الجحيم. لذلك أحاول دائماً التحلي بالتواضع." ويمكن لهذا الشاب أن يعتمد في ذلك على رافائيل كاستريو، مدربه في كالابوسو، الذي يتحدث معه دائماً عبر الهاتف: "كالابوسو بلدة صغيرة جداً، ومن المهم أن يتذكر المرء أصله. والمدرب دائماً هنا لتذكيري بذلك. يُرسل لي رسائل لها قيمة خاصة بالنسبة لي. إنها بمثابة حافز حقيقي."
مشاركة :