بين الواقع والخيال، نرى ما نسمع عنه من زمن عن قصص يأجوج ومأجوج، لكن لم نرى مكان تواجدهم الحقيقي. حيث تقع دولة إندونيسيا في وسط المحيط الهادي وهي مجموعة هائلة من الجزر تبلغ 17 ألف جزيرة وتنقسم إلى عدة ولايات مختلفة لكل منها سمات وعادات متنوعة ولكن ما بين هذا العدد الهائل من الجزر يوجد مقاطعة تضم مجموعة من الجزر تسمى (نوسا تيغارا) الغربية وتضم هذه المقاطعة جزراً غريبة للغاية تحفها القصص ويدور حولها العديد من الأسئلة. وتنطلق الروايات إلى آفاق خيال مؤثر يعود بك إلى إحدى أهم قصص القرآن الكريم وهى قصة يأجوج ومأجوج القوم الذين يخرجون آخر الزمان ليلتهموا العالم. ويقول محمد خير الدين أحد سكان جزيرة ” لومبوك ” الشرقية بيديه إلى ثلاث جزر هي ” جيلي تروانجان، وجيلي مينو، وجيلي اير ” ويقول إنهم هناك يقصد ” قوم يأجوج ومأجوج ” لا نعلم عنهم سوى أن هذه الجزر الغامضة يقبع فيها هؤلاء!. وبالعودة للجزر نفسها تسمى جزيرة تروانجان وتعني بالعربية ” الرؤية ” وأما جزيرة مينو فتعني بالعربية العامرة أو المليئة أو صاحبة القوم الكثيرين. وتتصف هذه الجزر بالصفاء الغريب والهواء المفعم برائحة البحر وعندما تنظر في السماء تجد أشكالاً هائلة من السحاب واختصاراً تجد لوحة فنية بديعة لا يمكن تخيلها وعلى المقابل فهناك مجموعات من السائحين الأجانب يستمتعون بالأجواء الخيالية. ويذكر فاتح الزمان أحمد مسؤول الميناء البحري في جزر ” تروانجان ” عن الجزر أن هناك الكثير من الأحاديث حول خروج الفتنة الكبرى من هنا ويقصد بها قوم يأجوج ومأجوج ويقول إن هذه القصة مذكورة في الإسلام والمسيحية واليهودية. وفي ” لومبوك ” تروي القصص الشعبية بعض الأحداث الخيالية، والغموض المخيف لا علاقة لها بما جاء في الكتب الدينية، ونحن هنا لسنا بصدد الخوض في الروايات الدينية ومدلولاتها، فنترك هذا الأمر لأصحاب التخصص في هذا المجال. واستشهد أحد أبناء الجزيرة والذي تلقى تعليمه بجامعة أم القرى برواية أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي ( 807 هـ – 1405) وهو من علماء الحديث النبوي ومؤلف كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة في المسانيد العشرة عن خالد بن عبدالله بن حرملة عن خالته قالت: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب رأسه من لدغة عقرب فقال: ” إنكم تقولون لا عدو وإنكم لن تزالوا تقاتلون حتى يأتي يأجوج ومأجوج عراض الوجوه صغار العيون صهب الشغاف (شعر أسود فيه حمرة) ومن كل حدب ينسلون كأن وجوههم المجان المطرقة” (المجن هو الترس، وتشبيه وجوههم بالترس بسبب بسطها وتدويرها، وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها). وهذه الصفات كما يذكر تشبه هيئة أهل شرق آسيا وهم الآن الموجودون في الصين واليابان وأكثر دول شرق آسيا والمؤكد أنهم في مكان على الأرض أعمق من سطحها يعني يتناسلون ويتكاثرون تحت قشرة أرضية تسمح بالحياة وكيفما تكون هذه القشرة ومادة تركيبها هل من طين أو صخر أو جليد سميك فالمحتم أنهم يعيشون دون أن يروا السماء الدنيا. وجغرافياً هناك أعجوبة تميز تلك الجزر عن بقية جزر إندونيسيا وهي أن المسافة بين أقرب يابسة سواء شرقاً أو غرباً فالمسافة واحدة تقريباً، وهو ما يعكس أهميتها في سير الغزاة على مر التاريخ. ويضيف خيرت الدين عبدالرحمن أحد العاملين في القوارب التي تنقل الزوار من جزيرة ” لومبوك ” إلى الجزر الثلاث أن موقع الجزر غريب وتحدث العديد من الظواهر الجوية الغريبة غير المعتادة سنوياً والتي لا يمكن توقعها على الإطلاق على عكس بقية جزر إندونيسيا. وحسب رؤيته هناك شيء غامض هنا وقال إننا لا نخبر السياح عن هذا الأمر حتى لا يثير الفزع بينهم ونقول دعهم يستمتعون ودعنا نستفيد. هذه إحدى العجائب التي شاهدناها في إندونيسيا ولفتت الانتباه والتي لا يعرف عنها أحد أي معلومات. وعلى الجانب السياحي فجميع زوار تلك الجزر يستمتعون بالحياة وبالشمس والهواء والبحر وكأنهم يريدون أن يرسلوا رسالة مفادها لكل حادث حديث أو يجب الاستمتاع بنعم الله علينا.
مشاركة :