تلقى حساب المديرية العامة لمكافحة المخدرات في "تويتر" العديد من التعليقات الساخرة من متابعيه جراء كل تغريدة يقوم بإرسالها للتحذير من مخاطر مادة الحشيش المخدر أو حبوب الكبتاجون وغيرها من المواد المخدرة، فيما توعدتهم المديرية العامة في تصريحات لـ "الاقتصادية" بالملاحقة القانونية، مؤكدة أن بعض المغردين يحبون السخرية والاستهزاء، وفي مقدور المديرية العثور عليهم ومحاسبتهم، كما أكد مسؤول بأن المديرية أجبرت بعض أصحاب حسابات النكت لتغيير الأسماء المستعارة التي ربطت بـ "الحشيش". "الاقتصادية" رصدت تفاعل عدد من المغردين مع رسائل المديرية عبر تويتر بطريقة هزلية، خصوصاً بعد أن حذرتهم من خطر مادة الحشيش، حيث إنه يسبب ضمورا في المخ، والتهاب الكبد، واضطراب الجهاز الهضمي، وسرطان الرئة، كما يسبب الضعف الجنسي، لتنهال بعد ذلك الردود المستهزئة بفحوى الرسالة، فيقول المغرد أبو حمد "من جرب الحشيش ما عاش الهم"، فيرد عليه فهد العجمي قائلاً: "حسبي الله عليهم وين حماية المستهلك ذبحونا بالمغشوش". وتساءل بدوره مروان: "لماذا إذاً هي مسموحة بهولندا والأورغواي وولاية كولورادو الأمريكية؟". ويستمر مسلسل التغريدات الهزلية على تغريدة حساب مكافحة المخدرات @Mokafha_SA عبر تغريدة لـ لويف يقول فيها: "دراسة أمريكية تقول إنه صحي وأنتم العكس"، فيما علق المتابع أحمد على الصورة التي نشرتها حساب الهيئة مع التغريدة قائلاً: "هذا ليس "حشيش"، هذا ماريجوانا"، وختم التعليقات حتى ساعة إعداد الخبر المغرد "بحر" بقوله: "اكتشفت إن الشعب كله يحشش". من جهته، أوضح لـ "الاقتصادية" عبد الإله الشريف مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية أن حساب المديرية وقع في خطأ، فذكر أن الحشيش يؤدي إلى الضعف الجنسي، لافتاً إلى أنه من المفترض ألا تنشر مثل هذه المعلومات مع أنها صحيحة ومثبتة علمياً، مضيفاً: "استهزأ المغردون بهذه المعلومة مع أنها صحيحة، ولكن كان من الأفضل لو تفادينا ذكرها". وأبان الشريف أن أغلبية المتابعين لحساب المديرية إيجابيون، ولكن هناك قرابة 10% منهم يحبون الاستهزاء وأخذ الأمور بسخرية، قائلاً: استهزأ أحد المغردين بفحوى تغريدة عن أثر المخدرات، فأرسلت له "من الأفضل الحذر" أي أنه نستطيع أن نعثر عليك، فعلق بدوره "أشكركم" وفهم الرسالة. وعن سيل الاستهزاءات لتغريدة حساب المكافحة الأخيرة قال الشريف: "كان هناك أكثر من 20 شخصا علقوا بالاستهزاء على فحوى التغريدة، ولا نستطيع أن نرد على كل شخص، بل نتجاهلهم". وفي ذات الإطار لفت الشريف إلى أن المديرية استفادت من حسابها في تويتر بتكوين الوعي لدى المجتمع، خصوصاً لدى فئة الشباب، مشيراً إلى أن المديرية استفادت من حسابها في استقبال طلبات الأسر لنقل المدمنين للمستشفيات، كما استقبل الحساب البلاغات من المواطنين، ويتم التعامل معها بشكل سري. وأشار الشريف إلى أن المديرية أجبرت بعض أصحاب الحسابات المستعارة في تويتر إلى تغيير الألقاب التي وضعوها، مضيفاً: "تخاطبنا مع العديد من حسابات النكت باسم "نكت محششين، ومحشش"، وتم استبدالها بأسماء أخرى لائقة". وكشف الشريف في ذات الإطار أن المديرية قامت بالتعاون مع الجهات المختصة بإقامة حملات أمنية مكثفة قبل أربعة أشهر تقريباً، واستمرت حتى وقت الاختبارات النهائية الحالية ونتج عنها مصادرة أكثر من 35 مليون حبة مخدرة، لافتاً إلى أنه في العام الماضي ضبطت الأجهزة الأمنية 57 مليون قرص من أقراص الكبتاجون، وأكثر من 45 طن حشيش، ما يؤكد وجود استهداف كبير للسعودية من قبل عصابات مشتركة بين عدة دول، وأضاف الشريف: "الدور هنا كبير على خطباء المساجد بالتحذير من هذه الآفة، كما أوصى الآباء بمصادقة أبنائهم لمعرفة ما قد يتعرضون له من كيد أو مخاطر". وبيّن الشريف أن وزير الداخلية اعتمد أخيراً آلية عمل اللجنة الدائمة للنظر في حالات الإدمان، التي أتت بموجب نظام مكافحة المخدرات عبر تشكيل لجنة مشتركة بين وزارة الصحة وهيئة التحقيق والادعاء العام واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.
مشاركة :