مع استمرار تصاعد أسعار أرز البسمتي الهندي في بورصة السلع الغذائية العالمية، والضغط المناخي على محصول العام الجاري، يستعد الأرز الأميركي لاقتناص حصة أكبر سوق للأرز في المملكة. ويظهر ذلك جليا في انتعاش إعلانات الأرز الأميركي في شوارع جدة، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان المشهد الذي كان سائدا قبل عقد التسعينات؛ عندما كان الأرز الأميركي مهيمنا على السوق، في وقت لم تكن تعرف فيه الأسواق السعودية أرز البسمتي، وبخاصة المزة (نصف المسلوق). وفي جولة قامت بها "الوطن" على متاجر التجزئة أمس، كانت التفاوت الكبير في الأسعار بين الأصناف الهندية والأميركية هو سيد المشهد، حيث كان نطاق أسعار عبوة 10 كيلوجرامات من الأرز الأميركي تتراوح بين 55-60 ريالا، فيما كان نطاق الأسعار لنظيره الهندي للعبوة نفسها بين 85-92 ريالا بحسب اختلاف المتجر. وعلى سبيل المثال، يظهر مؤشر أسعار السلع الأسبوعي لوزارة التجارة أن النطاق السعري لعبوة 40 كيلوجراما للأرز الأميركي بأنواعه يقع بين 186.75-212.17 ريالا، فيما يظهر أن متوسط أسعار الأرز الهندي 269.91-300.54 ريال. ويأتي ذلك استمرارا لما حصل العام الماضي عندما خسر الأرز الهندي نقطة مئوية واحدة من حصته في السوق المحلية ليبلغ 69.2%، مقارنة بحصته عام 2012، التي كانت 70.3%، وهو ما ظهر جليا في ارتفاع حصة الأرز الأميركي العام الماضي بأكثر من نقطة مئوية واحدة إلى 10.8%؛ صعودا من نسبة 9.4% عام 2012، وذلك بحسب أرقام إحصائية نشرتها وزارة الزراعة الأميركية في وقت سابق. وقال متعاملون في سوق الأرز لـ"الوطن" في عدة مواقع للبيع بالجملة، التي تجد رواجا للعبوات الكبيرة من فئة 40 كيلوجراما، إن أرز البسمتي الهندي مايزال يحافظ على صدارة المبيعات، ويجد القبول الأكبر لدى المستهلكين، إلا أن تواصل صعود أسعاره رفع الطلب على الأرز الأميركي بشكل ملحوظ، ولكنه لا يشكل خطرا حقيقيا على حصة البسمتي الهندي. ويرى هاشم عبدالله، وهو أحد المتعاملين في سوق الأرز إن الارتفاع الأخير في أسعار أرز البسمتي سيدفع المستهلكين ذوي القدرة المالية المحدودة على استهلاك أصناف أقل سعرا من الأرز الهندي مثل نوع "البرمل" أو الأصناف المخلطة من أرز البسمتي، بالنسبة للعمالة الآسيوية، أو التوجه صوب الأرز الأميركي. ويضيف أن أي نقص في الحصة الإجمالية لأرز البسمتي من مجمل حجم السوق سيصب في صالح الأرز الأميركي، الذي بدأ بالفعل رفع حصته تدريجيا منذ عامين وحتى الآن.
مشاركة :