بغداد - العربية نت، وكالات - واصلت القوات العراقية، أمس، التقدم من محاور عدة باتجاه المدينة القديمة في الجانب الغربي من الموصل، في إطار الهجوم الأخيرة الهادف لاستعادة كامل مدينة الموصل من تنظيم «داعش».وقال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول لوكالة «فرانس برس» إن «قطاعاتنا مستمرة في التقدم (...) وتوغلت في احياء الصحة الاولى والزنجلي والشفاء و(منطقة) مستشفى الجمهوري» وجميعها في غرب الموصل.وأكد ان «المدينة القديمة محاصرة منذ فترة طويلة من الجنوب بشكل كامل، والآن قطعاتنا تتواجد من الشمال والغرب»، مشيرا الى انه «عند تحرير هذه الاحياء، يتم تطويق المدينة القديمة من جميع الجهات».وفي ما يتعلق بطبيعة مقاومة مقاتلي «داعش»، قال العميد ان «الاسلوب ذاته، العجلات المفخخة وقناصة وانتحاريين».وبشأن إخلاء المدنيين، قال إن «ما يهمنا هو تحرير المواطنين بشكل كامل من خلال فتح ممرات آمنة ووضع عجلات لنقلهم والتعامل الانساني (معهم) من قبل قواتنا».على الصعيد ذاته، أعلن بيان لخلية الاعلام الحربي ان طائرات القوات الجوية ألقت آلاف المنشورات ليل أول من أمس، على مناطق الموصل القديمة والزنجيلي والشفاء والصحة تحض المواطنين على الخروج باتجاه القوات الأمنية من خلال الممرات الآمنة من اجل سلامتهم.وكانت القوات العراقية أطلقت منذ أكثر من سبعة أشهر عملية واسعة لتحرير الموصل، ثاني مدن العراق وآخر أكبر معاقل المتطرفين.ونزح مئات الآلاف من سكان الموصل ومناطق حولها، خلال الاشهر الماضية، كما يتوقع تزايد اعداد النازحين مع تقدم القوات العراقية لاستعادة آخر مناطق المدينة.ومع تضييق الخناق عليهم، يفر مقاتلو «داعش» من المعارك، فيما تتولى مقاتلات ومراهقون القتال في الخطوط الأمامية.وقالت مصادر عراقية، أمس، إن المئات من عناصر التنظيم قتلوا منذ انطلاق معركة تحرير الموصل في أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أنه بعدما وصلت المعارك إلى آخر أحياء المدينة، ظهرت مقاتلات «داعشيات» ومراهقون يقاتلون في الخطوط الأمامية ضد القوات العراقية وهم يرتدون أحزمة ناسفة.ولفتت إلى أن عناصر التنظيم تخلوا عن زيهم الذي كانوا يرتدونه ويسمى في العراق بـ «الزي الأفغاني»، حيث خلع عناصر التنظيم هذا الزي وهربوا مع النازحين، مشيرة إلى أنه من يُلقى القبض عليه بعد التدقيق الأمني يسلم للجهات الأمنية.ومنهم من لم يكن اسمه موجوداً في قاعدة بيانات القوات الأمنية ويستطيع الذهاب إما إلى مخيمات النزوح وإما إلى مناطق أخرى من ضمنها الجانب الشرقي من الموصل.وقال الشيخ سعد الجبوري وهو أحد شيوخ منطقة غرب الموصل،إنه سمع عن الكثير من «الدواعش» الذين لم يتم التعرف عليهم واختلطوا بالنازحين واستطاعوا الخروج والهرب، ومنهم من استطاع السفر خارج العراق. كذلك تحدث الشيخ سطام الأحمد عن قصته مع عنصر من «داعش» كان يعمل في «الحسبة الداعشية» وأصدر أمرا بإعدام أخيه رمياً بالرصاص بتهمة التخابر مع القوات الأمنية والإدلاء بمعلومات عن أماكن التنظيم، وقد نفذ الإعدام وقتل أخاه.واكتشف الشيخ سطام لاحقاً عن طريق الصدفة أن «الداعشي» موجود في إحدى المدن التركية، حيث نشر صورة له في أحد مواقع التواصل الاجتماعي وهو حليق اللحية ويرتدي ملابس عصرية.ومع استمرار المعارك، حذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي من أن المدنيين هم الأكثر تضرراً جراء العمليات العسكرية الدائرة في الموصل والتي دخلت مرحلتها الأخيرة.وأوضحت غراندي، في تصريح إلى «بي بي سي»، أن مدنيي الموصل يواجهون مخاطر جسيمة إذ أن مسلحي التنظيم يستهدفون مباشرة العائلات التي تعاني بالفعل من نقص حاد في المياه والكهرباء.وقالت إن «المدنيين سيواجهون أشد المخاطر على الإطلاق في هذه المرحلة»، و«نعلم أن (التنظيم) يستهدف مباشرة المدنيين أثناء محاولتهم الفرار، ونعلم أن هناك مخزونا محدودا جدا من الغذاء والأدوية، ونعلم أن هناك نقصا شديدا في المياه والكهرباء».وأضافت «جميع الأدلة تشير إلى حقيقة أن المدنيين المحاصرين في هذه المناطق والأحياء يواجهون خطرا جسيما».
مشاركة :