شهد اللقاء الأول من فعاليات الخيمة الخضراء النقاشية، والذي أقيم مؤخراً بـ «إزدان مول» مناقشة التنمية المستدامة في الإسلام، وذلك بحضور لفيف من رموز الفكر العربي والإسلامي. وبدأ الحديث داخل الخيمة الخضراء بكلمة للدكتور سيف الحجري -رئيس الخيمة- الذي أكد أن البشرية تواجه أزمة كبيرة، تتمثل في القيم الإنسانية التي تتأثر سلباً بالتطور التكنولوجي على سبيل المثال، وهو ما يؤكد ضرورة توحيد الصف لمجابهة تلك المخاطر؛ وذلك للتأكد من توفير المُناخ اللازم والمناسب للتنمية المستدامة في جميع المجالات. وأضاف «الحجري» أن التنمية لا تتحقق بالتمني، وإنما بالعمل الجاد، خاصة إذا أردنا توفير مستقبل آمن وجيد للأجيال القادمة. ولفت «الحجري» إلى أن للتنمية المستدامة ثمارها التي تجلت في العديد من الدول، مثل رواندا، التي كانت تعاني المجاعات والنزاعات، وما أن تولى حكمها رجل عمل بالتنمية المستدامة، إلا وتحولت إلى بلد آمن ومتقدم ومستقر خلال خمس سنوات فقط. وشدد «الحجري» على ضرورة التركيز على تنشئة الأجيال القادمة تنشئة سليمة أساسها التنمية المستدامة، خاصة أن مؤشرات تراجع بعض الدول سببها الرئيسي تراجع المعرفة لدى شعوبها وحكامها. واتسعت دائرة الجلسة الحوارية التي أدارها السيد حسن دبا -مدير الخيمة الخضراء-، حيث تحدث الشيخ مصطفى الصرفي مؤكداً أن العالم يعتبر التنمية المستدامة من أبرز تحديات العصر، والدليل هو اجتماع عدد من رؤساء دول العالم خلال عام 2015 لتحديد أهدافها والتي من بينها القضاء على الفقر والجوع، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وتنمية مصادر الطاقة واستغلالها، وتأمين الوظائف للعاطلين، وغيرها من الأهداف الهامة لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وأضاف الشيخ مصطفى الصرفي أن التنمية المستدامة هي تطوير الأرض دون الإخلال بحقوق الأجيال القادمة، لافتاً أن مفهومها في الإسلام يختلف عن دول الغرب، فهي مجموعة من النشاطات الإنسانية التي تهدف لتحقيق العدالة والعيش الكريم مع حفظ حقوق الأجيال المقبلة. واستكمل الشيخ مصطفى الصرفي حديثه عن التنمية المستدامة، مؤكداً أن معناها في الإسلام هو الأشمل والأعم؛ لأنها قائمة على كل النشاطات والشريعة الإسلامية، مثل النشاطات الروحية والأخلاقية والسلمية والعلمية، وغيرها، عكس مفهومها في الدول الغربية، والتي تركز على المادة فقط، مؤكداً أن الأمانة أحد أعمدة الإسلام. الكواري: يجب مواجهة من ينفون صلة الإسلام بالتنمية أكد سعادة وزير الصحة الأسبق الدكتور عبدالرحمن سالم الكواري، في مجمل حديثه، أنه وعند تلقيه دعوة حضور المناقشة تساءل عن علاقة التنمية بالإسلام، وهو ما دفعه للاطلاع على العديد من الدراسات التي تمت في هذا الشأن، فخرج بنتيجة هامة وهي أن الإسلام شمل كل شيء والدليل جميع الحضارات المتطورة في مختلف أنحاء العالم استمدت جذورها من الإسلام وتعاليمه. وأعرب «الكواري» عن استيائه من قلة الدراسات المعمقة في مجال التنمية المستدامة، أو تنمية الإنسان والأرض بشكل عام. وطالب سعادته، بضرورة مواجهة أعداء الإسلام ممن ينفون وجود صلة بين التنمية والإسلام، وهو ما سيتحقق بإنتاج العديد من الدراسات المعمقة في هذا المجال. زايد: حريصون على استغلال موارد الأرض قال الدكتور أحمد زايد، أحد أساتذة كلية الشريعة بجامعة قطر، إن التنمية المستدامة تشمل السياسة، والإنسان، والاجتماع، والاقتصاد، وعليه فلا يمكن اختصار مناقشتها من منظور أوحد. وأضاف «زايد» أن مصطلح التنمية ورغم عدم وروده في القرآن الكريم، إلا أن معناه ورد، والدليل قول الله -سبحانه وتعالى-: «هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا»، كما وردت كلمة التنمية في حديث الرسول محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام-. ولفت «زايد» أن الأرض لها العديد من الخصائص، التي يأتي في مقدمتها «الكرم»، فالإنسان يلقى ببذرة واحدة، لتردها إليه الأرض مئات الثمرات، وعليه يجب علينا تطبيق مفهوم التنمية المستدامة في جميع مجالات الحياة، لتحقيق الاستفادة القصوى من خزائن الأرض التي لا تنفد.;
مشاركة :