القاهرة: «الخليج» بدأ الخطاب السياسي الرسمي المصري في التركيز على معاقبة الدول الداعمة للإرهاب، دون أن تصرح القيادة المصرية، رسمياً حتى الآن، بأسماء الدول المتورطة، حيث لايزال الخطاب الرسمي يكتفي بمصطلح «أهل الشر»، في الإشارة إلى هذه الدول، إلا أن التناول الإعلامي، خلال السنوات الماضية، اتهم عدة دول صراحة بالتورط في دعم الإرهاب، وهي قطر، وتركيا، وليبيا، وقطاع غزة، وبريطانيا.وتقدم هذه الدول، من وجهة النظر المصرية، خدمات متنوعة للإرهاب، فكل من قطر، وتركيا، وبريطانيا، توفر ملاذات آمنة لقيادات التنظيمات المتهمة بالإرهاب، وفق أحكام قضائية صدرت ضدهم، كما تم وتم وضع أسماء بعضهم على قوائم الإنتربول، باعتبارهم مطلوبين دوليين، وتوفر هذه الدول الثلاث أيضا، منافذ إعلامية وسياسية تحرض ضد مصر، من قنوات فضائية معادية، سواء تلك التي تبث من تركيا، أو من خلال الغطاء الإعلامي، الذي توفره قناة الجزيرة القطرية، والتي جعلت من نفسها سلاحا مصوبا نحو مصر. وعلى الصعيد الليبي، تدرك مصر أن غياب الدولة، منح الإرهاب فرصة بسط سيطرته على مناطق واسعة، حيث أقامت تنظيمات إرهابية معسكرات للتدريب والإيواء، ما شكل خطرا مباشرا على الأمن القومي المصري، كما حدث في الهجمة الإرهابية الأخيرة، التي استهدفت أقباط المنيا، أما غزة، فكانت حتى وقت قريب، تصنف، من جانب مصر، ضمن المناطق الداعمة للإرهاب، سواء من خلال إيواء وتدريب وتسليح الإرهابيين، أو من خلال ارتباط حركة حماس، بالتنظيم الدولي للإخوان، والعمل على خدمة أهدافه.وتتعامل مصر مع الدول الداعمة للإرهاب، وفق أدوات متنوعة، بحسب طبيعة العلاقات الثنائية، والتوازنات الإقليمية والدولية، فمثلاً تقاطع مصر تركيا وقطر، دبلوماسياً، ويتم بين الحين والآخر تصعيد الحملات الإعلامية، إلى جانب العمل على عزلهما، عن الداخل المصري، والعلاقات العربية، وقد حققت مصر نجاحات تجاه الدولتين، من خلال توثيق العلاقات المصرية العربية، وخاصة الخليجية، ويلاحظ الآن، أن قطر بدأت تعاني عزلة خليجية وعربية، بسبب مواقفها وعلاقاتها، التي تتعارض مع عموم المصالح الخليجية والعربية. ويتم التعامل مع ليبيا، عبر عدة وسائل، منها السياسي، بالعمل على تقوية الدولة الليبية ومؤسساتها، إلى جانب استخدام الضربات العسكرية كما حدث مؤخرا في درنة. فيما ساهمت اللقاءات السياسية والأمنية، بين مسؤولين مصريين وقيادات من حركة حماس، خلال الفترة الماضية في تبريد موقف الحركة، وإذابة الجليد عن العلاقات بين الطرفين، كما ساعد إصدار الحركة لوثيقتها الجديدة، في تهدئة الأجواء، لكن العلاقة مع الحركة لاتزال تحت الاختبار.
مشاركة :