رمضان مدرسة تهذيب السلوكيات

  • 5/30/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أزهار البياتي (الشارقة) رمضان شهر الصيام والقيام والطاعة، شهر الخير والرحمة والبر والإحسان، بكل ما فيه من روحانيات إيمانية نقيّة، وأعمال حسنة وخيّره، يتوجه بها العبد المسلم طلبا للعفو والمغفرة، فيهّذب نفسه، ويرتقي بسلوكياته، ولعل المتأمل في فضائل رمضان الكريم يكتشف كيف أن هذا الشهر المتميّز عند كافة المسلمين يعد مدرسة تربوية شاملة. تكافل مجتمعي وعن بعض هذه السلوكيات الحسنة تقول إيمان جاسم «تربوية»: نحن مجتمع مترابط ومتكافل مع بعضه البعض، ومع قدوم شهر الطاعة تحل البركة ويعم الخير في ربوع البلاد، فنجد الناس هنا يتسابقون لعمل الخير وتقديم التبرعات والمساعدات للفقراء والمحتاجين، سواء من ذوي الأرحام والأقرباء أو غيرهم، مما يضفي على رمضان أجواء روحانية مفعمة بنفحات المودة والرحمة، تتقوى من خلالها أواصر الروابط العائلية والاجتماعية، وتنمو معها طيب المشاعر الإنسانية التي تذّوب الفوارق بين الأغنياء والفقراء، لتعود وتحيا عادات وتقاليد موروثة من زمن الماضي الجميل، نابعة من أصالة الآباء والأجداد، حيث جرت العادة أن يتهادى جيران الحي الواحد «الفريج» في أيام رمضان، أطباق الطعام قبل موعد الإفطار، وتقدم الكثير من الإعانات المادية والعينية إلى بيوت الأسر المحتاجة خاصة من تلك الفئات إلى تفتقد الأب والمعيل من الأرامل والأيتام. وأشارت إلى أن ظاهرة وجود خيام رمضان الجماعية، والتي يفطر فيها أعداد غفيرة من العمال وعابري السبيل منصوبة بين مختلف الأحياء السكنية أو قرب الميادين العامة، ظاهرة منتشرة في جميع أنحاء ومناطق ومدن الإمارات وحتى قراها القريبة والبعيدة، سواء من تتم بإشراف ودعم من دوائر الأوقاف في كل إمارة، أو تلك التي تتولاها العديد من الجمعيات الخيرية هنا وهناك، بالإضافة إلى رواج ظاهرة تبرع العديد من الأسر الميسورة الحالة بكفالة إفطار العديد من الصائمين وطوال أيام الشهر الفضيل تقربا لله ورحمة بعباده . مظاهر واستعراض وعلى الرغم من هذا السلوك والتقليد الإسلامي النبيل، تخرج علينا أحيانا ظاهرة سلبية دخيلة وفردية مقابلة لا تمت لأصالة مجتمعنا وقيمه الأخلاقية بصلة، تستهجنها الشابة بيان قمبر «27 عاما»، وتقول: مع تزايد الارتباط بوسائل التواصل الاجتماعي والشغف بمتابعة تفاصيل حياة الآخرين عبر أجهزة الجوال، يتباهى الكثيرون باستعراض المظاهر وكثرة البذخ والإسراف. وتضيف: زحفت هذه الآفة لتطال الشهر الكريم أيضا، وكأن عبادة الصيام والقيام تحّولت إلى مهرجان للأكل واستعراض أطباق الطعام المتخمة على الشاشات من برامج الانستجرام وخلافه، وكأنه صار مباراة تنافسية على أجمل مائدة وأفخم تقديم وأغلاه، غير آبهين بمشاعر الآخرين من أسر المعوزين والمحتاجين، غافلين عن الهدف الاجتماعي والغرض الحقيقي من صوم رمضان في الإسلام، والذي يتجلى من خلال إشعار المسلم بألم الجوع وأثر الفاقة التي يعاني منها الفقراء والمعوزون، وفي سبيل أن يتحول المجتمع الإسلامي بكافة أطيافه وطبقاته إلى مجتمع متكافل ومنسجم، يستشعر فيه الغني بألم الفقير ومعاناته، فيراعي مشاعره ولا يتعالى عليه متفاخرا بجاه ونعم هي من عند الله الوهاب، فرمضان مناسبة مثلى ليتساوى فيه الجميع ويجوع فيه الجميع جوعا واحدا وإمساكا واحدا إفطارا واحدا، فيقوى نسيج المجتمع وتقترب المشاعر وتتوحد القلوب. ... المزيد

مشاركة :