شهر رمضان الكريم فرصة سانحة ومواتية لتصفية القلوب وتناسي الخلافات والتآزر والتكاتف والتعاضد من أجل توحيد الصفوف العربية والاسلامية والعمل على حل خلافاتها الهامشية وغير الهامشية، وقد نادت مبادئ وتعاليم العقيدة الاسلامية السمحة بأهمية تضافر الصفوف ولم الشمل والتعاضد لرفع كلمة الله ورفع شأن المسلمين والالتفاف حول راية التوحيد لتقوية شوكتهم والارتقاء بمقدراتهم وخدمة دينهم وأوطانهم. إنها فرصة للعودة الى العقل وتحكيم كتاب الله وسنة خاتم أنبيائه عليه أفضل الصلوات والتسليمات في كل الأمور والشؤون التي تهم المسلمين وتدفعهم الى التضامن المنشود، وهو تضامن طالما نادت به الشعوب العربية والاسلامية وعملت على اتخاذ كافة الاجراءات للوصول الى غايته وأهدافه العليا، ولن يتحقق ذلك فوق أراض تغلي بالفتن والحروب والأزمات، وتغلي بموجة عاتية من الخلافات الطاحنة التي يجب أن تسوى للوصول الى ذلك الهدف الاسلامي الكبير. موجة الحروب والفتن والضغائن التي ما زالت تمور على سطح بعض الدول العربية والاسلامية ما أجدر المسلمين والعرب على السعي الحثيث لاحتوائها ووضع حلول قاطعة لها حتى يعم السلام والاطمئنان والاستقرار داخل مجتمعاتهم، وتلك الموجة العاتية ما زالت تحول دون توحيد صفوف العرب والمسلمين وتوحيد كلمتهم وتوحيد أهدافهم المشتركة التي يجب السعي لتحقيقها على أرض الواقع. لقد نادى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز– يحفظه الله– في كلمته الضافية التي وجهها لعموم المسلمين بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك بأهمية التكاتف والتعاون والتعاضد لنصره قضاياهم وتناسي خلافاتهم والالتفاف حول راية التوحيد التي أمرت بها تعاليم ومبادئ العقيدة الاسلامية السمحة، ولن تقوم للمسلمين قائمة ما لم يعودوا الى تعاليم عقيدتهم الخالدة ويحكموها في مختلف نزاعاتهم وأزماتهم القائمة. هذا الشهر الفضيل الذي يمر على المسلمين لا بد من اقتناصه للارتفاع فوق الخلافات والأزمات والمحن والعمل على حل الأزمات العالقة التي تواجههم، وهي قابلة للحل اذا صدقت النوايا وتخلصت القلوب من الضغائن وتوجهت العقول الى أهمية البناء والرخاء والتنمية بدلا من تحكيم السلاح ليتقاتل العرب والمسلمون وتحتدم النزاعات والخلافات بين صفوفهم، وتذهب في هذه الحالة ريحهم وآمالهم في الوحدة والتضامن. هي مناسبة عظيمة لا بد من اقتناصها للعمل الجاد من أجل حلحلة القضايا والأزمات والمشكلات التي تعوق تقدم الشعوب العربية والاسلامية وتحول دون تنميتها ونهضتها وازدهارها، وهي مناسبة للعودة الصادقة الى تعاليم العقيدة الاسلامية وتحكيمها فيما يدور من نزاعات بين صفوفهم، والعمل وفقا لتلك التعاليم على النهوض بشعوبهم وتناسي خلافاتهم والارتفاع فوقها لتحقيق غاياتهم وأهدافهم المنشودة. ما أحرى المسلمين في الظروف الحالكة والصعبة التي يمرون بها أن يعودوا الى مبادئ عقيدتهم الاسلامية السمحة لتطبيقها في كل أمورهم وشؤونهم حتى يتمكنوا من الارتفاع فوق نزاعاتهم وحل خلافاتهم بطرق تقوي شوكتهم وتدفعهم للعمل من أجل بناء شعوبهم وازدهارها وتقدمها.
مشاركة :