القاهرة (وكالات) أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في لقاء مع وزيري الدفاع والخارجية الروسيين سيرجي شويجو وسيرجي لافروف، حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع روسيا وتطويرها في مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة، فيما أكد وزير الخارجية الروسي، دعم بلاده الكامل لمصر في الحرب ضد الإرهاب، وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن تطلعه لأن تلعب روسيا دوراً إيجابياً دافعاً لتحقيق التسوية السياسية المنشودة لأزمات الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف في بيان، إن السيسي أشاد خلال اللقاء بالحوار الاستراتيجي الذي يجريه وزيرا الخارجية والدفاع في البلدين في صيغة (2+2)، لا سيما في ضوء ما يوفره من قناة مهمة للتباحث والتشاور حول مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وأشار إلى أن السيسي استعرض خلال اللقاء التحديات التي يتعرض لها الشرق الأوسط، والتي تتطلب العمل على تكثيف التعاون بين البلدين من أجل التغلب عليها، واستعادة الاستقرار إلى المنطقة. وقال المتحدث الرسمي، إن الوزيرين الروسيين أكدا تثمينهما لما شهدته العلاقات المصرية الروسية خلال السنوات الماضية من تعاون مثمر، يحقق مصالح البلدين، مشيرين إلى اهتمام روسيا بالحوار الاستراتيجي مع مصر. وأكد الوزيران حرص الجانب الروسي على الارتقاء بالإطار القانوني للعلاقات، من خلال تحديث اتفاق التعاون الاستراتيجي بين البلدين، ليعكس ما تتسم به العلاقات المصرية الروسية من خصوصية. وأشار الوزيران الروسيان إلى اهتمامهما بمواصلة التشاور وتبادل الرؤى مع مصر بشأن مختلف القضايا، سواء الثنائية أو الدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في ضوء التعاون الوثيق القائم بين الجانبين. وتمت خلال اللقاء، مناقشة المخاطر الناتجة عن انتشار الإرهاب والتطرف، إذ اتفق الجانبان على أهمية تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن مواصلة التنسيق والتعاون بين البلدين في هذا المجال. بدوره، اعتبر وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، أن معسكرات المتشددين في ليبيا تمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي لبلاده. وقال شكري إن «وجود تنظيمات إرهابية في ليبيا، واتخاذها قواعد للتدريب والانطلاق إلى الأراضي المصرية، يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري». وأضاف أن أحدث هجوم في مصر «دليل على مدى قدرة هذه التنظيمات وإصرارها على اقتراف هذه الجرائم البشعة التي تستهدف الأبرياء من أجل زعزعة استقرار مصر، بما يحتم على مصر أن تدافع عن نفسها وفق قواعد القانون الدولي والمواثيق الدولية». وتابع إن مصر «استهدفت قواعد هذه التنظيمات للقضاء عليها والحد من قدرتها على تهديد الأمن القومي المصري، وهذا الأمر بالتنسيق الكامل مع الجيش الوطني الليبي والأطراف السياسية التي تعمل من أجل استعادة استقرار ليبيا». وفي السياق ذاته، أعرب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط عن تطلعه لأن تلعب روسيا دوراً إيجابياً دافعاً لتحقيق التسوية السياسية المنشودة لأزمات الشرق الأوسط. وخلال لقاء جمع أبو الغيط مع لافروف أمس في القاهرة، ناقش الطرفان الجهود الدولية المبذولة لمكافحة خطر الإرهاب. وقالت جامعة الدول العربية في بيان، إن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر بين الجانبين حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الأولوية، وعلى رأسها تطورات القضية الفلسطينية، وسبل التسوية السياسية للأزمات والنزاعات المسلحة القائمة في كل من سوريا وليبيا واليمن، والجهود الرامية لمنع تفشي ظاهرة الإرهاب في مناطق مختلفة من العالم، خاصة في الشرق الأوسط. كما شهد اللقاء كيفية العمل على إيلاء المزيد من الاهتمام للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الدول العربية وروسيا، والاستفادة من المنتدى «العربي الروسي» كآلية حوار لتدعيم العلاقات بين الجانبين في مختلف المجالات. وأضاف البيان أن الجانبين بحثا أيضاً كيفية تفعيل المقررات التي خرجت عن الاجتماع الوزاري الرابع للمنتدى «العربي الروسي»، موضحاً أن أبو الغيط عرض خلال اللقاء أهم أبعاد الموقف العربي وآخرها قرارات قمة عمان في مارس الماضي، تجاه الأزمات التي مرت بها المنطقة في السنوات الأخيرة، مع تداعياتها العسكرية والسياسية والإنسانية الواسعة.