استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين لكن شكوكا سابقة عن تدخل روسيا في الانتخابات الفرنسية عادت للظهور حين ندد ماكرون بوسائل إعلام روسية ونفي بوتين مزاعم المسؤولية عن عمليات تسلل إلكتروني. واستضاف ماكرون المنتخب حديثا الرئيس الروسي في قصر فرساي التاريخي خارج باريس في أول لقاء مع زعيم الكرملين الذي قال من قبل إنه سيتسم بالصراحة. وتبادل ماكرون (39 عاما) وبوتين الابتسامات ومصافحة ودية وعملية بعد خروج الرئيس الروسي من سيارته بينما كان الزعيم الفرنسي بانتظاره قبل أن يدخلا لبدء المحادثات.وبعد أن أجرى الرئيسان المحادثات التي تجاوزت الوقت المحدد لها بأكثر من ساعة تقريبا قال ماكرون إنها اتسمت: “بتبادل صريح للآراء” وإنهما شددا على اتفاقهما بشأن الحاجة لإحراز تقدم في القضايا محل الخلاف مثل سوريا وأوكرانيا.لكن في مؤتمر صحفي مشترك بعد المحادثات بدأت المشاعر السلبية في الظهور بشأن مزاعم سابقة من معسكر ماكرون بأن وسائل إعلام تمولها الدولة في روسيا سعت لزعزعة حملته لانتخابات الرئاسة. وفي وجود بوتين إلى جانبه كرر ماكرون الاتهام ردا على سؤال من صحفي وقال “خلال الحملة.. روسيا اليوم وسبوتنيك كانا من بين عوامل التأثير. التي في الكثير من الأحيان نشرت أخبارا كاذبة عني شخصيا وعن حملتي… كانتا من أدوات التأثير من خلال الدعاية.. الدعاية الكاذبة”. ولم يبد بوتين رد فعل على تصريحات ماكرون عن وسائل الإعلام الروسية لكنه رد بحدة عندما أشار صحفي إلى أن موسكو تقف وراء هجمات إلكترونية عبر الإنترنت على حملة ماكرون. وقال إن تلك المزاعم لا تستند إلى حقائق. وقال بوتين إن الكرملين لم يحاول التأثير على التصويت باستقبال مارين لوبان منافسة ماكرون في موسكو في مارس آذار. وأضاف “نحن مستعدون لاستقبال أي شخص دائما. إذا طلبت السيدة لوبان لقاءنا فلماذا نرفض؟”. وكان ماكرون، الذي تولى الرئاسة قبل أسبوعين قال إن الحوار مع روسيا ضروري لمواجهة عدد من النزاعات الدولية. ولكن العلاقات يشوبها تراجع الثقة جراء دعم باريس وموسكو لأطراف مختلفة في الحرب الأهلية السورية وبسبب الصراع أيضا في أوكرانيا. وقال ماكرون إن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا خط أحمر بالنسبة لفرنسا وإن استخدامها سيدفع بلاده للرد. وقال “أي استخدام للأسلحة الكيماوية سيستدعي عملا انتقاميا وردا سريعا.. على الأقل من ناحية فرنسا” مضيفا أن هدفه هو محاربة الإرهاب وأنه يرغب في العمل مع بوتين من أجل هذا. ويدعم البلدان أطرافا متناحرة في الحرب السورية حيث يدعم بوتين الرئيس السوري بشار الأسد. بينما يشارك ماكرون في تحالف غربي يدعم فصائل معارضة مسلحة واتهم الأسد باستخدام أسلحة كيماوية في الماضي. وقال بوتين إنه ليس متأكدا من أن سياسة فرنسا حيال سوريا “مستقلة” لأنها جزء من تحالف تقوده الولايات المتحدة وأضاف أن باريس وموسكو لديهما نقاط اتفاق واختلاف حيال سوريا. وقال ماكرون إنه وبوتين اتفقا على أن الوقت قد حان لإجراء جولة جديدة من المحادثات بشأن أوكرانيا تضم موسكو وبرلين وباريس وكييف. ولم يأت ماكرون على ذكر العقوبات الغربية على روسيا بسبب أوكرانيا على الرغم من تكرار بوتين لوجهة نظر موسكو بأن استمرار تطبيق العقوبات لا يساعد على استقرار الأوضاع في شرق أوكرانيا مرتبط
مشاركة :