دمشق - تمكن المسلسل السوري "عطر الشام" في جزئه الاول من خطف الانظار اليه ونال استحسان النقاد وعشاق الدراما الشامية. واستطاع "عطر الشام" ان ينافس المسلسل الاشهر في العالم العربي "باب الحارة "الذي وقع رغم شعبيته الجارفة في التكرار والرتابة والتمطيط في احداثه. بعد تحقيقه لشعبية جارفة اكتسح من خلالها قلوب المشاهدين في العالم العربي ثم تراجع تألقه ومجده تدريجيا، يتشبث صناع مسلسل باب الحارة بعرض الجزء التاسع منه في رمضان. ويحمل المسلسل في الجزء الجديد قضية جديدة تتعلق بمعاناة سكان الحارة من مجاعة شديدة جراء تضييق الخناق عليهم من طرف المستعمر. وفي الجزء الجديد من المسلسل تبرز شخصيات جديدة وتتنوع المهن لسكان الحارة، وتتواصل حكايات الحب والحرب والتعلق بالحارة والدفاع عنها. . وكان الجزء الثامن من المسلسل قد أثار ومنذ الحلقة الأولى انتقادات كثيرة وعبر متابعوه عن خيبة أمل بالأحداث الجديدة. وتعرّض لسلسلة من الاستفهامات على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب إصرار المسلسل على تبنّي مفاهيم خاطئة عن عادات وتقاليد أهالي دمشق في العشرينيات من القرن الماضي، إضافة لافتقاده للنص الجيد وكثرة الأخطاء في العمل. وأطلق سوريون في رمضان الفائت هاشتاغ "سكروا هالباب وارحمونا" للمطالبة بإيقاف تصوير أي جزء جديد من باب الحارة، ولتسليط الضوء على الأخطاء التي رافقت المسلسل. لا تزال ما تسمى دراما " البيئة الشامية " خياراً واضحاً و أساسياً لدى العديد من شركات الإنتاج السورية في كل موسم حيث تحولت هذه الأعمال إلى جزء من العادات و التقاليد الثابتة في رمضان. واعتبر نقاد ان هذه الشركات الناشئة حديثاً تجد هذه الأعمال بوابة سهلة للدخول في عالم الإنتاج كون تسويقها شبه مضمون . واعتبر مراقبون ان مسلسل "عطر الشام" بمثابة منافس حقيقي وند قوي لـ"باب الحارة" كونه يدور هو ايضا في اطار البيئة الشامية وله زعماء ويسلط الضوء على قيم الخير والشهامة في مواجهة الشر. يرجح البعض ان تمتد وتتواصل اجزاء المسلسل السوري "عطر الشام" بعد ان نجح في لفت الانظار اليه. وعرض المسلسل السوري في جزئه الاول "عطر الشام" في شهر رمضان على العديد من القنوات الفضائية وبمشاركة نخبة من نجوم الدراما السورية. واعتبر صناع المسلسل انه يصف الاجواء الدمشقية بامانة بعيداً عن الفانتازيا، والمبالغة في الوصف. وأشار المخرج محمد زهير رجب إلى أن "عطر شام" عمل دمشقي يجسد فترة العشرينيات، ويتناول الحياة الاجتماعية في تلك المرحلة، من خلال إعطاء صورة أقرب إلى الواقع بعيداً عن التباهي وتزيين الواقع. وافاد محمد زهير أنها خطوة باتجاه المصداقية وتوصيف الواقع الدمشقي بشكل أوضح وأكثر دقة. وقال: قدمت عملاً دمشقياً هو الجزء الأول من "طوق البنات" عام 2014، واعتبرته خطوة أولى نحو تحقيق المصداقية في تناول البيئة الدمشقية على حقيقتها، بعيداً عن الفانتازيا، أو الشكل الفلكلوري المجمّل. وأنا مع تقديم هذا المجتمع كما كان عليه، ليس منغلقاً ولا فاضلاً، بل متنوع فيه المثقفون والبسطاء، الأخيار والأشرار نساءً ورجالاً. واضاف المخرج "هذا ما نحرص على تقديمه عبر "عطر الشام"، بجرعةٍ أكبر من الجرأة نتجاوز فيها خطوطاً حمراً كانت موجودة في أعمال سابقة". تدور أحداث العمل في بيئة افتراضية من حيث التفاصيل، لكنها واقعية، حيث تنخرط الحوادث كلها في عشرينيات القرن الماضي وتسلط الضوء على مواجهة أهالي دمشق للاحتلال الفرنسي، فضلاً عن تزكية الحب والشهامة والمروءة لدى السوري عامة والدمشقي خاصة، من خلال قصص وحكايات مثيرة لا تغيب عنها النميمة والخيانة والغدر، لتكتمل الصورة المنتظرة من أي عمل شامي "صراع الخير والشر". و"عطر الشام" يقوم ببطولته عدد كبير من نجوم الدراما السورية وهم سلمى المصري ومنى واصف ورشيد عساف ونادين خوري وحسام تحسين بك وزهير رمضان ووائل رمضان وليليا الأطرش.
مشاركة :