كشف لاعب الفريق الأول لكرة الطائرة لطفي الرزقي (تونسي) المحترف السابق في فريق الاتحاد اللحظات العصيبة التي مرت به في مطار الملك عبد العزيز بجدة عندما كان يهم بالمغادرة إلى بلاده بعد انتهاء فترة إعارته، كاشفا بأنه تفاجأ بمنعه من السفر بسبب انتهاء تأشيرته، مبديا استغرابه أن يحدث هذا الأمر من ناد كبير مثل الاتحاد ولايكون لديه موظف مختص لمتابعة أمور المحترفين، مبينا أن النادي وعده بحل الإشكالية خلال يومين ولكنه تماطل وظل لمدة أسبوع يلهث خلف المسؤولين خاصة أن لديه التزام مع المنتخب التونسي وأن هذا التأخير سيعرضه للعقوبات إذا لم يتفهم المسؤولون عن المنتخب عذره، وقال الرزقي في لقائه مع "الرياضية" إن كرة الطائرة السعودية تحتاج للدعم الكبير مثل كرة القدم حتى تنافس على البطولات، مبديا سعادته بالفترة التي قضاها مع الاتحاد رغم أنه لم يقدم كل ماعنده. ـ حدثنا عن بدايتك مع لعبة الطائرة؟ بدايتي كانت منذ سن التاسعة في الفئات السنية بنادي الترجي ورغم أنني كنت شغوفاً ومغرماً بلعبة كرة القدم إلا أن أهلي رفضوا أن أمارسها لذا اتجهت للكرة الطائرة التي تعتبر لعبة المثقفين مثل التنس، ولم أكن أهتم باللعبة ولكن بعد السنة الأولى لي مع الفريق أحببتها ووضعت هدفاً أمامي بأن أصبح لاعبا مميزا وكبيرا فيها والحمد لله وصلت لما أصبو إليه خطوة بخطوة إلى أن أصبحت محترفاً، وعندما كنت في الفئات السنية كنت أحد اللاعبين البارزين والمميزين وتلقيت إشادة كبيرة من المهتمين بكرة الطائرة التونسية. ـ كيف تعاقد معك نادي الاتحاد؟ أثناء مشاركتي مع فريق الترجي كنت لاعباً أساسياً وفي منتصف الموسم تعرضت لإصابة بسيطة أبعدتني عن المشاركة مع الفريق وخلال فترة مواصلتي البرنامج العلاجي كانت هناك مفاوضات واتصالات لمدرب الفريق الأول حسن باسودان وإداري الفريق سمير الظاهري مع صديق تونسي مقرب لي واتفقنا على جميع الأمور المالية. ـ هل أنت مقتنع بما قدمته للفريق؟ بكل صراحة إن قلت لك قدمت كل مالدي للفريق هذا يعتبر غروراً، لكن أنا مقتنع بنسبة 70%، ومن يستطيع أن يتحدث أكثر عن الإضافة الفنية التي قدمتها المسؤولون بالفريق وزملائي اللاعبون. ـ كيف وجدت حال الفريق عند قدومك؟ عندما حضرت للفريق كان نادي الاتحاد بشكل عام يمر بظروف صعبة جدا، أما فريق كرة الطائرة فتعرض لهزائم أمام فرق من المفترض أن لاينهزم منها وهذا ليس تقليلاً منها وكان ترتيبه بين أندية الوسط وهو ليس مكانه الطبيعي لأنه فريق كبير له اسمه ومكانته، وهذا ليس على مستوى فريق كرة الطائرة فحسب بل حتى في لعبة كرة القدم التي تعتبر الواجهة الأولى للنادي، وأنا متابع لفريق كرة القدم الاتحادي منذ سنوات منذ أن كان يلعب في صفوفه اللاعب التونسي أمين الشرميطي وكذلك لاعبون آخرون مميزون كالمغربي هشام بوشران، وأعرف أنه فريق بطولات وله صولات وجولات ومن الفرق التي تنافس على بطولة الدوري، وفي السنوات الأخيرة أصبحنا نشاهده في مركز لايليق به تماما في المركز السادس أو السابع. ـ كيف كان استقبال الاتحاديين لك؟ بكل صراحة وأمانه منذ قدومي لنادي الاتحاد لم أشعر بالغربة وكانوا سعيدين بوجودي بينهم ولقيت منهم كل طيبة وتقدير واحترام وكذلك مع زملائي اللاعبين وتأقلمت سريعا وكنا كأسرة واحدة تجمعنا المحبة والمودة ولعبنا مباريات كثيرة وحاولنا أن نحقق طموحات الجماهير الاتحادية ولم نوفق. ـ ما تقييمك لمستوى الطائرة في السعودية عامة والاتحاد خاصة؟ مستوى اللعبة في السعودية جيد ومن الممكن أن يكون أفضل مما هو عليه الآن، وشاهدت مستويات جميع الفرق هناك أندية تعمل وتجتهد والأخرى عكس ذلك تماما وهدفها المشاركة فقط، وعندما ينافس على حصد البطولات فريقان أو ثلاثة فقط تكون البطولة عادية وليس فيها تنافس، وإذا كانت جميع الأندية تهتم باللعبة سنشاهد أكثر من فريق بطل والدليل على ذلك حصول فريق الوحدة على بطولة النخبة، وكرة الطائرة في السعودية تحتاج للاهتمام والدعم المادي لأن الاهتمام الأغلب لكرة القدم فقط وهذا ليس هنا بل في جميع الدول العربية، أما على مستوى نادي الاتحاد اللعبة ينقصها الاهتمام من الإدارة وعند حضوري للفريق كان يحتل المركز الثامن وبعد مشاركتي معه وصلنا للمركز الخامس وكان الفرق بيننا وبين نادي الشباب 3 نقاط ولو تعرض للخسارة في مباراته الأخيرة لشارك الفريق الاتحادي في بطولة النخبة، وأنا شاهدت المسؤولين عن كرة الطائرة في نادي الاتحاد يجتهدوا ويعملوا من أجل الفريق ولكن ما باليد حيلة، والفريق الاتحادي يضم لاعبين مميزين لهم مستقبل. ـ وماذا عن مستوى الطائرة في تونس؟ كرة الطائرة في تونس حصلت على ألقاب كثيرة على المستوى القاري وحققت مراكز جيدة في المحافل الدولية بعدها تأتي كرة اليد ثم بعد ذلك كرة القدم التي لها سمعتها على الصعيد الأفريقي أما على الصعيد العالمي فلم نحقق المأمول والطائرة التونسية ناجحة وهناك عمل جبار وكبير من القائمين والمسؤولين عليها وتحتاج للدعم المالي أيضا.. والرياضة الوقت الحالي تعتبر ماديات بالدرجة الأولى. ـ لماذا لم تجدد عقدك مع نادي الاتحاد؟ عقدي مع نادي الاتحاد بنظام الإعارة لمدة أربعة أشهر بسبب ارتباطي مع نادي الترجي التونسي وعلاقتي لم تنته مع الاتحاديين وحسب ما فهمت من مدرب الفريق حسن باسودان أنه يرغب بالتجديد معي متى ما تحسنت الظروف المادية في النادي، وأنا لاعب محترف متى ما لقيت العرض المناسب لي لن أتردد في قبوله ومن الممكن أن أعود مرة أخرى. ـ هل هناك أندية تفاوضت معك؟ نعم تلقيت عروضاً احترافية من عدة أندية سعودية وخليجية وفرنسية عن طريق وكيل أعمالي وجميعها شفهية ولكن لم تكن هناك مخاطبات رسمية. ـ ما هي قصة انتهاء التأشيرة ومنعك من السفر؟ أنا مستغرب ومتعجب مما حصل لي، ومن المفترض وأنا كلاعب محترف عند قدومي لأي دولة سواء السعودية أوغيرها إنه لاعلاقة لي بالأمور القانونية لامن بعيد أو قريب والمسؤول عنها هو النادي، وبكل صدق أنا لا أعرف النظام في السعودية والذي يوضح بأن مدة التأشيرة 90 يوماً ومدة الإقامة 30 يوماً، وكان من المفترض أن يجددها النادي لي قبل انتهائها ولم يعلم بهذا الشيء أي شخص ولا أعرف كيف ناد كبير مثل الاتحاد لايعلم عن وقت انتهاء تأشيرة لاعبيه المحترفين، ومن المفترض أن يكون هناك شخص مختص ومسؤول عن هذه الأمور، وعند حضوري للمطار للمغادرة لبلدي وانتهائي من تكملة إجراءات السفر وحصولي على بطاقة صعود الطائرة وتوديع زملائي توجهت لموظف الجوازات وتفاجأت بأنه يبلغني بأن مدة التأشيرة انتهت، وأخبرته بأنه لاعلم لي بذلك وقام مشكورا بالتواصل مع ضابط الجوازات في المطار الذي أكد بأنني ممنوع من المغادرة ولابد من تمديد فترة الإقامة وكنت وقتها مندهشا ومصدوما من هذا الموقف الذي أتعرض له لأول مرة في حياتي، ولو كان الأمر بيدي لأنهيت المشكلة في وقتها ولكن للأسف هذا نظام وقانون دولة ولا أستطيع أن أتجاوزه بعدها اتصلت بالمسؤولين في النادي وأخبرتهم بالموقف الذي حصل معي وأفادوني بأنه خلال يومين سيتم حل هذه الإشكالية ولكن للأسف استمرت لأكثر من أسبوع بسبب انشغالهم بالجمعية العمومية التي لاعلاقة لي بها، وخلال فترة بقائي عانيت نفسيا وذهنيا وظللت مترددا على النادي يوميا، وهذا الموقف لو تعرض له أي شخص عادي سينهار خصوصا إذا كانت عائلته وأهله مستعدين لاستقباله في المطار فما بالك بلاعب محترف لديه التزمات واستحقاقات مع ناديه ومنتخب بلاده، أتمنى من الإدارة الاتحادية أن تتلافى هذه الأخطاء مستقبلا مع أي لاعب محترف. ـ هل تضررت من ما حصل لك؟ بكل تأكيد وضعتني في موقف محرج وتأخرت عن التحاقي بمعسكر المنتخب التونسي والكل يعرف عقوبة التأخير عن الحضور لمعسكرات المنتخب والتي تعتبر مثل الجيش، وبإذن الله سأحاول أن أشرح لهم الظرف الذي منعني من الحضور للمعسكر وإذا لم يقبلوا عذري سأضطر لمخاطبة المسؤولين في نادي الاتحاد للحصول منهم على خطاب رسمي يفيد بما حصل لي. ـ هل استلمت كامل مستحقاتك المالية؟ نعم. ـ كلمة أخيرة؟ أشكر صحيفة الرياضية على إتاحة هذه الفرصة، وأحب أن أؤكد بكل صراحة أنني كنت غير راض عن ما حصل لي، كما أتقدم بشكري لكل من وقف بجواري خلال الفترة العصيبة التي عشتها، ولن أحمل شخصاً معيناً عما حصل، وفي نفس الوقت كنت سعيداً بقدومي للسعودية لأول مرة وزيارة الحرمين الشريفين، كما أتمنى التوفيق لنادي الاتحاد وأن يعود لأفضل حالاته.