تابع الملايين فوز ريال مدريد بدوري أبطال أندية أوروبا، وعاد النادي الملكي الإسباني للقمة الكروية الأوروبية بعد غياب منذ عام 2002م محرزًا اللقب العاشر في رقم قياسي يميزه على كافة أندية القارة العجوز. وتابعنا الفرحة الهيستيرية لبعض شبابنا بالهدف القاتل في الوقت الضائع للنادي المدريدي برأسية المدافع سيرجيو راموس، ولسنا ضد تشجيع جماهير الكرة في بلادنا لأي من الأندية العالمية، فالعالم بات قرية صغيرة في زمن التقنيات وثورة الاتصالات، والتواصل المستمر بين الشعوب، فتشجيع الأندية متاح للجميع، ولكن بالتأكيد لسنا مع تلك الفرحة الهيستيرية، وفوجئنا ببعض شبابنا وهم يسجدون شكرًا لله على هدف النادي الإسباني، رغم وجودهم في بهو الفنادق و"الكافيهات"، فسجود الشكر له خصوصية، وغير مقبول أن يرتبط بهدف في المنافسات الأوروبية، ومجمل تلك الفرحة الهيستيرية ليس لها معنى. نتقبل انفتاح الشباب على تشجيع الأندية العالمية وهو أمر طبيعي في عالم المستديرة، فأنا مثلاً كغيري محب للفريق البافاري بايرن ميونيخ الألماني ومنذ زمن طويل، ولكن ضد الفرح والغضب المبالغ فيه، كما أنني لا استوعب أن شخصًا محبًا لكرة القدم يردد بأنه ليس له ميول محلية، وارتباطه الرياضي منصرف للأندية العالمية، مع التأكيد على مبدأ حرية الآراء والميول، وإنما تبقى الخصوصية والارتباط مطلوبين وهي موجودة من خلال الميول للأندية المحلية. طالما الشيء بالشيء يذكر فقد تحدثت في مقال سابق قبل عدة سنوات عن الحضور إلى المساجد لتأدية الصلاة وبقمصان لاعبين عالميين، فهذه القمصان ليس مكانها دور العبادة، ومظهرها في هذا المكان غير لائق، والمبالغة في حب المشاهير في حد ذاته مشكلة وبدأت تتعمق في نفوس النشء، والتوجيه مطلوب والتلقين مرفوض ولا يؤدي دوره. بنظرة كروية فإن فوز ريال مدريد ببطولة أوروبا جاء نتيجة عمل كبير وإنفاق 600 مليون يورو على صفقات اللاعبين، أي ما يقارب من 3 مليار ريال، وهو مبلغ كبير جدًا ولا مجال للحديث عنه محليًا، ولكن الدرس المستفاد أن الإنفاق المالي متى وضع في محله يجلب البطولات ويعيد المبتعدين للإنجازات، ولا شيء مستحيل في كرة القدم في عصر الاحتراف، فنابولي غاب 70 عامًا عن بطولة الدوري الإيطالي، وحينما تعاقد مع مارادونا أحرزها بجدارة، فالمعادلة تقول إنفاق مالي يساوي بطولات. Abdullah Fallatah@al-madina.com.sa للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :