الأردن ليس أولا .. و ليس كلنا الأردن

  • 5/31/2017
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

الوطن ليس أيقونة و لا أغنية ولا قصيدة لشاعر ، الوطن أرض و شعب و حكم رشيد ، الوطن ليس خزينة يسرقها المتنفذون ، و لا فريسة يتصارع عليها المتصارعون و لا رئاسات و وزارات لا تعمل ، و لا مؤسسات صدئة لا تمل من إعادة تدوير أنفسها ، الوطن ليس أهازيج و لا دواوين و لا عباءات تتهفهف ، تتسول لقاء أو شرهة أو شهادة حكومية لمشيخة بدون شيخ ، و ختم بدون مختار و شوارب بدون رجل ، الأردن ليس أولا ، لأنه لو كان الأردن أولا لما قذفنا علب المشروبات الفارغة من نوافذ سياراتنا على السيارة التي خلفنا فكسرنا زجاجها و هربنا ، و لو كان الأردن أولا لما تركنا نفايات رحلتنا يوم الجمعة كالبهائم في المكان الذي استمتعنا فيه بالشواء و بالتنزه ، و لو كان الأردن أولا لما قام وزير الأوقاف بتجديد أثاث مكتبه بعشرات الآف الدنانير و لتصدق بالمبلغ على الفقراء و المساكين الذين يأكلون من الحاويات .لو كان الأردن أولا لاستحى وزير أو وزيرة تطوير أداء القطاع العام من نفسه و هو يقبض راتبه لأنه يقبضه حراما و هو أو هي لا يطورون القطاع العام و لا يفعلون شيئا سوى الإدعاءات و المزاعم الكاذبة التي لا أثر لها على الأرض ، معاملة واحدة لفتح دكانة أو شركة متواضعة تحتاج إلى واحد و أربعين ختم و توقيع و انشنة ، واحد وأربعين موظفا توظفهم الدولة كي ينجزوا معاملة لدكانة أو شركة متواضعة ، عن أي استثمارات تتحدثون و على الوزير أو الوزيرة أن لا يكذبني لأن لدي من الإثباتات الرسمية و النسخ الأصلية ما يكفي لإثبات ما أقول .لو كان الأردن أولا لما أضعنا كل الوقت في إعادة اختراع العجلة التي اخترعها الناس منذ الآف السنين و لقلدنا بعض الدول العربية و ليس الأجنبية حتى لا نتهم بالتجني و المبالغة ، تحدث الملك عن دبي ، قلدوا دبي ياعمي ، في دبي هناك موظفون لا يعرفهم أحد ، يعني مش حاملين أجهزة و يتفشخرون بها أمام الناس من صخر واحد إلى صخر اثنين و من هبل اثنين إلى هبل ثلاث ، موظفون عملهم اليومي ان يراجعوا مع المراجعين في دوائر الحكومة و الدولة و أن يقدموا معاملاتهم و يكتشفوا أين الخلل و يكتبون به تقريرا لاتخاذ اللازم دون أن يدري بهم احد على الإطلاق .لو كان الأردن أولا لذهب دولة الرئيس إلى بعض البلديات و المؤسسان ليشاهد القرف في المكاتب الحكومية طبعا ما عدا مكتب الرئيس الكبير الذي يكون دائما مكتبا كمكتب وزير أو رئيس وزراء ، و ليطلع على الأداء الحكومي ، قال وزارة تطوير أداء القطاع العام قال ، ياعيب الشوم ، لو كان الأردن أولا لما صرفنا ملايين الدنانير على وضع كاميرات و رادارات للمخالفات بينما الشوارع ممزقة و المطبات بالملايين و الحفر ربما أكثر من ذلك و لصرفنا الأموال على تعبيد الشوارع ، يا رئيس الحكومة لو عثر بغلة في العراق لسأل عمر عنها ، عشرة ملايين بغل يعثرون في الأردن كل يوم ، قحفتم ما في جيوبهم و جوعتم أطفالهم و قعدتموهم على الحصيرة و ما تزالون تسرقونهم كل يوم ثم لا تستحون من صرف ما يجب أن يصرف على الفقراء تصرفونه على أدوات الجباية الممنهجة .هل تبحثون بكل ما تملكون من قوة عن أسباب تحرضون بها الناس على الدولة ، هل تسكتون عن حالات الانتحار اليومية و عاملين حالكو لا من شاف و لا من دري حتى تصل الأمور إلى ثورة على الوطن ، هل تضحكون على الشعب أم على الله أم على أنفسكم ، على من تضحكون ، لو كان الأردن أولا لدفعتكم مخافة الله أن تقيموا سرادق و مأدب كثيرة و كبيرة و لكانت قواتنا المسلحة على أتم استعداد لو أمرتموها للقيام بذلك الواجب لإطعام المساكين و الفقراء ، رجل شيبة ختيار يسير وحده في الشارع يوم أمس في الزرقاء و يحدث نفسه بصوت عال دون أن ينتبه أن أحدا م يسير خلفه ، و يقول و هو يضرب كفا بكف و الله ما بدري من وين بدي اجيب فطور لهالأولاد اليوم لا حول و لا قوة إلا بالله يعني بحكي مع حاله ، هذا لو انتحر ألا تكون الحكومة هي التي قتلته.الأردن ليس أولا و لا كلنا الأردن ، جعلتم الأردن اردنان ، واحد لأبناء الذوات و أبناء رؤساء الحكومات و بناتهم و انسبائهم و واحد للمواطنين الفقراء المساكين الذين عليهم أن يكونوا دائما جاهزين للحروب و العمل و الحرث و الدرس و للتصفيق و الغناء و الهجيني ، أردن للصوص الذين يقتنصون الفرص و يسرقون على الطالعة و النازلة ، الغنادير و الدواغر و الهوامير و المساخر ، ممن هب و دب الذين لم يتركوا أخضرا و لا يابسا للأردنيين إلا أكلوه ، جعلتم الأردن صالة ترانزيت لقناصي الفرص ، و مزرعة للمهربين و المتملقين و المستوطنين .الأردن ليس اولا و لا كلنا الأردن ، الأردن لتيارت الفساد و للوزراء الذين لا يعملون و الرؤساء الذين لا يسمعون و لا يقرؤون ، و ليس كلنا الأردن فبعضنا الأردن و بعضنا اللصوص في الأردن.

مشاركة :