«السدرة» يجري عمليات للأطفال المصابين بعيوب خلقية بالقلب

  • 5/31/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ طبيب قلب من مركز السدرة للطب والبحوث بإجراء عمليات جراحة رائدة ونادرة تتمثل في تركيب نوع جديد من صمامات القلب، وذلك للمرة الأولى في دولة قطر. وتتمثل العملية في زراعة الصمام الرئوي "فينوس" للأطفال المصابين بعيوب خلقية في القلب وهي المرة الأولى التي يتم فيها تركيب هذا الصمام في قطر بعد نجاح التجارب التي أجريت على الصمام في مناطق أخرى من العالم. ويولد كل عام أكثر من 6ر1 مليون طفل مصاب بعيوب خلقية في القلب في العالم، حيث تشير الإحصائيات إلى زيادة عدد الأنواع البسيطة من عيوب القلب الخلقية.. وهناك أكثر من 130 نوعا من عيوب القلب الخلقية التي تشمل تشوهات هيكل القلب مثل صمامات القلب والنظام الكهربائي للقلب وغيرها من التشوهات الأخرى التي تؤثر على وظيفة القلب.  وتعد عيوب القلب الخلقية أكثر أنواع العيوب الخلقية شيوعا وهي السبب الرئيسي للوفاة بين الأطفال الرضع نظرا لما يرتبط بها من أمراض أخرى.  وهناك حوالي 25 بالمائة من الأطفال الذين لديهم عيوب خلقية في القلب يعانون من تلك العيوب بدرجة خطيرة، حيث يحتاجون إلى إجراء عملية قلب مفتوح أو غيرها من الإجراءات الجراحية خلال العام الأول من حياتهم ويلي ذلك إجراء عمليات جراحية أخرى عندما يكبرون وهو ما يجعل تلك العمليات مكلفة ومطولة.  كما توجد أنواع أخرى لعيوب القلب الخلقية يصاب بها حوالي 100 ألف طفل على مستوى العالم سنويا وتعرف بعيوب الصمامات الرئوية والحل الوحيد الذي يمكن أن ينقذ حياة الأطفال في هذه الحالة هو إجراء عملية جراحية لتركيب صمام صناعي، حيث يتم إجراء عملية قلب مفتوح لاستبدال الصمام.  وبفضل التقدم في العلوم الطبية هناك صمامات صممت خصيصا للأطفال الرضع والبالغين يمكن تركيبها بدون إجراء عملية قلب مفتوح للمريض، ولكن هناك 20 بالمائة فقط من المرضى الذين يعانون من عيوب في الصمامات الرئوية هم الذين يمكنهم الاستفادة من هذا الإجراء بأقل قدر من التدخل الجراحي، وهو ما يعني أن هناك 80 بالمائة من المرضى يتوجب عليهم الخضوع لعملية قلب مفتوح لاستبدال الصمام.  ويقوم البروفيسور زياد حجازي رئيس إدارة طب الأطفال ومدير برنامج القلب في مركز السدرة للطب والبحوث حاليا بإجراء والإشراف على أربع عمليات جراحية رائدة لمرضى مصابين بعيوب خلقية في القلب في قطر باستخدام نوع جديد من صمامات القلب. وفي إطار سعيه المستمر من أجل إجراء عمليات للأطفال المصابين بعيوب خلقية في القلب بأقل قدر من التدخل الجراحي ومن أجل تطوير برامج البحوث الإكلينيكية في مركز السدرة، شارك البروفيسور حجازي كباحث عالمي رئيسي في تجمع دولي لأطباء القلب لتجربة صمام قلب جديد هو الصمام الرئوي "فينوس" والذي قامت شركة فينوس ميد تيك بتصنيعه.  ويهدف الصمام الجديد إلى تلبية احتياجات عدد كبير من المرضى المصابين بعيوب القلب الخلقية الذين لا يستطيعون الاستفادة من الصمامات الحالية التي يتم زراعتها بأقل حد من التدخل الجراحي وبالتالي يضطرون إلى إجراء عملية قلب مفتوح.  وقال البروفيسور حجازي الذي يعد أيضا خبيرا عالميا في زراعة الصمام الرئوي فينوس " إن البحوث الإكلينيكية جزء أساسي في عمل مركز السدرة، ولذلك هناك التزام بمواصلة البحث عن علاجات وتقنيات جديدة يمكنها إنقاذ حياة المرضى وتيسير علاجهم ورعايتهم"  وأضاف في تصريح صحفي اليوم ان زراعة الصمام الرئوي "فينوس" للأطفال المصابين بعيوب خلقية في القلب كانت عملا رائدا لأنها المرة الأولى التي يتم فيها تركيب هذا الصمام في قطر بعد نجاح التجارب التي أجريت على الصمام في مناطق أخرى من العالم فهناك أكثر من 100 مريض حول العالم استفادوا من زراعة هذا الصمام.  وأشار البروفيسور حجازي الى أن وزارة الصحة العامة قامت بمنح مركز السدرة للطب والبحوث حق استقدام هذه الصمامات المبتكرة إلى قطر.  وتم تصميم الصمام فينوس، وهو صمام ذاتي التوسع يتم تركيبه باستخدام القسطرة من خلال منطقة الفخذ، كي تتم زراعته لاستبدال الصمام الرئوي، ولا تتطلب عملية التركيب إيقاف القلب واستخدام جهاز مضخة القلب والرئتين الذي يستخدم عادة أثناء عملية القلب المفتوح، ولذلك فإن عملية تركيب هذا الصمام تتم وقلب المريض مازال يعمل وينبض.  وقال البروفيسور حجازي " ان فائدة الصمام الرئوي "فينوس" إنه يمكن تعديله وفقا لشكل قلب المريض لضمان دقة تركيبه، حيث تمكنا من تقديم طلبات لتعديل شكل جميع الصمامات حيث يمتلك مركز السدرة قدرة فريدة على الطباعة ثلاثية الأبعاد لنماذج ومجسمات طبق الأصل لقلب المريض قبل إجراء الجراحة وتعطي تلك النماذج المجسمة للقلب فرصة فحص والتعرف على تشريح صمام القلب المعيب قبل إجراء العملية".  وتم تركيب الصمام الرئوي "فينوس" لمرضى تتراوح أعمارهم ما بين 14 إلى 40 عاما في مستشفى حمد العام التابع لمؤسسة حمد الطبية.  ويقوم المتخصصون في دولة قطر الى جانب المملكة المتحدة وألمانيا والصين والأردن بتقييم الصمام الجديد للحصول على شهادة المطابقة الأوروبية، وذلك تمهيدا لإنتاجه بكثافة وبكميات كبيرة للمرضى في جميع أنحاء العالم، مما سيساعد على إنقاذ حياة الآلاف من المرضى المصابين بعيوب خلقية في القلب دون الحاجة إلى إجراء عمليات القلب المفتوح كخيار وحيد لعلاج حالاتهم.  وقال بيتر موريس الرئيس التنفيذي لمركز السدرة للطب والبحوث إن المركز لديه التزام ثابت تجاه الابتكار الذي يعد واحدا من القيم الأساسية لمركز سدرة، حيث يقود أطباء المركز هذا التوجه من خلال جلب طرق جديدة للعلاج يمكنها أن تحسن من نتائج علاج المرضى.;

مشاركة :