لا يزال دونالد ترامب يواجه جملة من الانتقادات الاعلامية، بدأت منذ بداية حملته الرئاسية مروراً بالمئة يوم الأولى على تسلمه مقاليد الحكم، وصولاً إلى جولته المكوكية أخيراً. إلا ان الرئيس الأميركي، في المقابل، يعتبر ان من يتهمه بالفشل في سياسته ويربط مقياس المئة يوم في انجازاته، لا يستحق الرد عليه، لأنه يرى انه فعل الكثير، ولكن الاعلام كان مقصراً معه.والطريف في الامر، ان ترامب هو من شدد على أهمية دور الايام المئة الاولى اثناء حملته الانتخابية، حيث تعهد امام أنصاره بأن يفعل كل ما في وسعه لجعل الولايات المتحدة عظيمة مرة أخرى، وحينها أطلق الكثير من الوعود الانتخابية في حال تسلمه الرئاسة وسدة الحكم، الا انه بعد نجاحه كان واقع السياسة الداخلية والخارجية مختلفا تماماً. فقد وعد بإلغاء واستبدال مشروع الرئيس السابق باراك أوباما للرعاية الصحية (Obama Care)، لكنه اصطدم بصفعة قوية في اول هزيمة اصابته بالاحباط والذهول. كما فشل مشروع اغلاق الحدود امام اللاجئين المكسيكيين، معتقدا ان المكسيك هي التي ستمول الجدار الحدودي... بالإضافة إلى ان معركة الموازنة أثارت الخلاف مجددا لأن المشروع تقدر كلفته بعشرات المليارات من الدولارات!وبالتالي، واجه ترامب سقوط مشاريعه تدريجياً في مجلسي الكونغرس والشيوخ. كما شاهدنا أيضا تسرع الرئيس الأميركي فور دخوله البيت الابيض في اصدار مجموعة من المراسيم التشريعية المثيرة للجدل، مثل حظر دخول مواطني ثماني دول ذات غالبية مسلمة الى الولايات المتحدة، الامر الذي أدى الى سخط واعتراض وتذمر غالبية الشعب الاميركي. ثم اكتمل فصل الفشل بسقوطه في مواجهة المحاكم التي حكمت عكس طموحاته!وإثر الهزائم المتتالية والتي أدت الى تعثر برنامج خطته الانتخابية، تحول ترامب إلى الخارج من خلال الضغط على ايران وكوريا الشمالية بسبب برنامجهما النووي. فهما لم يعيرا اهتماماً للتحذيرات الأميركية ولا للعقوبات الدولية، ربما بسبب الهوس الزائد لإجراء التجارب النووية وتجارب الصواريخ الباليستية لإثبات القوة الدفاعية ميدانيا وعسكريا وصناعيا... ففي الواقع لم تفلح تهديدات ادارة ترامب، والدليل استمرار طهران وبيونغ يانغ بإجراء المزيد من التجارب والاستعراضات العسكرية. وبالتالي، فان ارسال قوة اميركية بحرية إلى شبه الجزيرة الكورية او إلى الخليج العربي، لاجراء مناورات عسكرية، لم تغير مسار الدولتين نووياً وصاروخياً مع الأسف، بل لاحظنا ردود أفعال تعكس واقع الحال للهروب من كم الهزائم المتتالية لإدارة ترامب!لقد انتهت قصة الوعود الانتخابية وطموح الخطاب الرئاسي الاول لدى الرئيس الاميركي عندما سقطت مشاريعه الواحد تلو الآخر، ولإعادة «أميركا عظيمة مرة ثانية»... وهذه العبارة التاريخية تحتاج تضحيات أميركية شعارها الشراكة الفعلية للجميع وليس صفعات وضربات نيابية تصيب الرئيس ترامب بالذهول والإحباط!ولكل حادث حديث...alfairouz61 alrai@gmail.com
مشاركة :