الدمام الشرق ناقش الباحث اللبناني بشير هلال آثار دخول حزب الله إلى جانب الأسد في مواجهة الثورة السورية، وقال: سأجيب من زاوية معاكسة، لو افترضنا أن حزب الله لم يتدخل في سوريا إلى جانب منظمات خمينية حرسية شقيقة من طراز «كتائب أبو الفضل العباس» وسواها، فمن المرجح أن القُصيْر والقلمون ومناطق أخرى كانت وما زالت في يد الجيش الحر، وأن حركة الانشقاق عن الجيش السلطاني الأسدي ستتفاقم ملحقة أكبر الأذى بمعنوياته المنهارة وبقدراته الضعيفة على مواجهة انتفاضة غير كلاسيكية وغير مسبوقة، وأن إيران ستجد نفسها مضطرة إلى التدخل المباشر والمكشوف، وأن التوتر السني الشيعي الذي يخترق دول ومجتمعات المشرق اليوم كان سيبقى ضعيفاً غير قادر على لعب دور المُعَوِّق الجزئي أمام موجات الربيع العربي المتتالية، وكان الخامنئي سيجده على باب داره يُحوِّل جمر المعارضة الإيرانية و«الحركة الخضراء» إلى نار. وأوضح الباحث أن ما فعله حزب الله بتدخله العسكري البادئ باكراً تحت ستار حماية المراقد ليس بالطبع قراراً لبنانياً أو يخضع لمصالح «لبنانية» ومحلية افتراضية للحزب. ففي البدء لم تكُن الغالبية الساحقة لفصائل الثورة السورية تضمر للحزب أية خصومة نوعية وخصوصاً فصائلها الأكثر تأثراً بالإسلام السياسي «السنِّي»، بل ربما إن العكس صحيح لجهة سيطرة أفكار ذات طابع قومي على كثير من قيادات المعارضة. وأضاف الباحث أن السلطة الإيرانية وعلى رأسها الخامنئي كانت تحاول استثمار الربيع العربي تحت شعار نسبته إلى «الصحوة الإسلامية»، إضافة إلى أن حزب الله وكما تُظهر أكثر من وثيقة على لسان مسؤولين فيه كان يعرف مدى فساد وظلم وعائلية وزبائنية النظام الأسدي وضعفه العضوي في الشهور الأولى من الثورة. وختم الباحث اللبناني بقوله: إن تدخل حزب الله العسكري في سوريا لا يستجيب لأية حاجة حقيقية لحماية وجوده إلا إذا اعتبر نفسه كلياً جزءاً من استراتيجية وأجهزة القيادة الخامنئية التوسعية ومن مشروعها بالتحول إلى القوة الإقليمية الأعظم ومطالبتها بإعادة تأسيس إسلامية أصولية من منطلقات مذهبية خالصة.
مشاركة :