نحبك يا ضيف الرحمن !!

  • 5/31/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

* لا تكاد تذكر المدينة المنورة، إلا ويُذكر معها البِشْر والبشاشة والكرم وحسن الاستقبال. هذه القيم أصبحت سمات للمدينة المباركة منذ اليوم الذي اقترنت فيه بسيد خلق الله أجمعين، ومنذ لحظة انطلاق ذلك الاحتفال التاريخي الذي خرجت فيه (طابة) بورودها وثمارها، وجريد نخيلها الأخضر، ونشيد أهلها الشهير، للترحيب بالبدر الذي طلع عليهم. هذا الارتباط التاريخي لم يسكن فقط وجدان وفكر المسلمين، الذين يحفظون النشيد وقصته عن ظهر قلب، بل سكن أيضاً دماء أهل المدينة ولحومهم، حتى صار مكوناً أساسياً من عاداتهم وقيمهم وسلوكهم، بل إنه أضحى عند السواد الأعظم منهم سُنّة يسيرون عليها ويفتخرون بها.* المديني الجميل (محمد البيجاوي) وكيل وزارة الحج لشؤون الزيارة أعاد إحياء هذه السُنّة بشكل مؤسسي رائع، بعد أن استشعر هو وفريق عمله الناجح دورهم الوطني والإنساني تجاه من يأتون من كل فج عميق حباً في هذه الديار المضيئة، فاستبقهم إلى بوابات المدينة الجوية والبرية، مصطحباً أطفال طيبة وشبابها ووجهاءها ومؤسساتها.. حاملين في قلوبهم الحب، قبل أن يحملوا (تمور العجوة) وأوراق النعناع، ومياه الأرض المباركة، في مشاهد ترحيبية إنسانية، لا أظن خيالك مهما بلغت خصوبته سيصل لتصوّر وقعها على نفس مسلم طوى نصف الأرض للسلام على رسول الله. فاستقبل بنفس الأهزوجة الخالدة وبعبارات الحب من قبل أحفاد الذين وصفهم الله بأنهم (يحبون من هاجر إليهم).* الانطباع الأول أمر مهم، فمن الصعب تغييره، وتدفع الكثير من الدول أموالاً طائلة في سبيل تحسين هذا الانطباع في مطاراتها ومنافذها، وقد نجح برنامج (نحبك يا ضيف الرحمن) المستمد من الثقافة (المدينية) البشوشة، في صناعة انطباع جيد لدى القادمين والمغادرين للمدينة رغم بساطته، والأجمل أنه أعاد غرس هذه القيم النبيلة في نفوس أبناء المدينة بطريقة عملية رائعة.* كل عمل وطني يرسم انطباعاً إنسانياً إيجابياً عن بلادنا، ويعزز مكانتها في نفوس المسلمين، يستحق منا جميعاً الاحتفاء والدعم والمؤازرة، فكيف بعمل يحقق كل هذا بمنهجية نبوية عظيمة تدعو للمحبة، ولا تحتقر من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى بها إخوتك بوجه طلق.

مشاركة :