أصدرت دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع متاحف الشارقة كتاب «علامات فارقة» الذي يتضمن تجربة الفنان الفلسطيني الراحل الدكتور عبد الكريم السيد، بنص للسيد حول «مدينة الحلم»، ونصوص تروي تجربته الشخصية، تبعتها دراسة تحليلية للتجربة الفنية بعنوان «أربعون عاماً في محراب التشكيل» للدكتور غازي نعيم. وأما متن الكتاب فأضاء بالنصوص وصور الأعمال الفنية على المحطات الإبداعية للسيد التي جاءت في أربع مراحل تزخر بالعطاء والجمال، وأما الثلث الأخير من الكتاب فتضمن آراء عديدة أدلى بها أصدقاء الفنان الراحل، ومما جاء في مقدمات الكتاب النص التالي لزوجة الراحل ورفيقة دربه الفنانة رحاب صيدم: «إن مدينة الحلم هي حلم العودة إلى الجذور والحنين النابض إلى الوطن السليب، وذكريات الطفولة، إلى المروج الخضراء، شجر الزيتون، ورائحة البرتقال. مدينة الحلم موشاة بزهر الحنون، كناية عن الذين رحلوا وهم يذودون عن كرامة الإنسان وحق العودة. بدأ في رسمها منذ عام 1999 وداوم على رسمها حتى آخر العمر. لم يفقد الأمل بالعودة، لذلك تشبث بالحلم والأمل. رحل هو، والحلم بمدينتنا لم يرحل، والأمل باق للأجيال القادمة». تخرج الفنان الدكتور عبد الكريم السيد في كلية الطب في جامعة بغداد عام 1973، وحصل على دبلوم أشعة من جامعة فيينا عام 1982، أقام معرضه الشخصي الأول في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بالشارقة عام 1987، ومرت تجربته بالعديد من المراحل الفنية من واقعية وانطباعية وتعبيرية وتجريد لوني. شارك السيد في عدة معارض محلية وعربية وعالمية، وأقام العديد من الورش الفنية في الإمارات وخارجها وهو عضو في الجمعية الدولية للفنانين التشكيليين - فرنسا (اليونيسكو) وعضو الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب، وعضو الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين، وعضو مؤسس في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية وعضو مؤسس في جماعة الجدار، وعضو اللجنة الفكرية والندوة الدولية لبينالي الشارقة الدولي للفنون في دوراته الخمس الأولى، وعضو الأمانة العامة لجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي، وعضو اللجنة الاستشارية لمجلة «التشكيلي العربي» قطر، كما أنه عضو لجان التحكيم في العديد من الفعاليات المحلية والعربية. وقد كتب العديد من التحليلات الفنية والنقدية في الصحف والمجلات، وفاز بالعديد من الجوائز وشهادات التقدير، وأعماله مقتناة من قبل العديد من الشخصيات والدوائر والمتاحف العربية، كما تم تكريمه بمناسبة اليوبيل الفضي لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية.
مشاركة :