الليبيون يصفون حسابهم مع الغرياني مفتي الجماعات المتطرفةاستغلت جماعة مسلحة انسحاب الميليشيات الإسلامية من العاصمة طرابلس لغلق مقر دار الإفتاء التي يرأسها المفتي الصادق الغرياني الذي عرف بتكفيره لليبيين وتحريضه على العنف ضد الجيش الوطني الليبي والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.العرب [نُشر في 2017/05/31، العدد: 10649، ص(4)]لا فتاوى بعد اليوم طرابلس - اقتحمت مجموعة مسلحة، يرجح أن تكون تابعة لحكومة الوفاق الليبية، مقر دار الإفتاء بالعاصمة الليبية طرابلس التي يرأسها المفتي المعزول الصادق الغرياني وقامت بغلقها بعد مصادرة محتوياتها. وقالت دار الإفتاء، في بيان أصدرته مساء الإثنين بخصوص الهجوم على مقرها، إن “بعض المجرمين اعتدوا البارحة على مقر دار الإفتاء بمنطقة الظهرة”، لافتة إلى أن هذا الاعتداء هو “الاعتداء الثالث على المقر خلال الشهرين الماضيين”. وأشار البيان إلى أنه “ومن إفادة شهود عيان، تبيّن أن المجرمين كانوا يستقلون سيارة تحمل شعار الأمن المركزي فرع طرابلس، ويرتدون الزي العسكري”. وحمّلت دار الإفتاء حكومة الوفاق الوطن والأجهزة الأمنية، مسؤولية الاعتداء على مقرها. والتزمت الحكومة الصمت وفضلت عدم الرد على بيان دار الإفتاء، إلا أن مراقبين اعتبروا أن إغلاق دار الإفتاء يأتي كخطوة طبيعية بعد أن فقدت الميليشيات الإسلامية والجهوية الداعمة نفوذها في طرابلس. ويرى متابعون أن إغلاق دار الإفتاء سواء من قبل السلطات أو سكان العاصمة رد فعل عادي بالنظر إلى الفتاوى المحرضة على قتال الليبيين لبعضهم البعض التي كان يصدرها “الشيخ” الغرياني.إخواني ليبي متهم في هجوم مانشسترمانشستر (بريطانيا) – ألقت الشرطة البريطانية القبض على الإخواني زهير خالد نصرات، نجل دبلوماسي ليبي يعمل في تركيا وناشط إخواني معروف، على خلفية هجوم مانشستر، بعد يوم من اعتقال ليبي آخر كان يتدرب ليكون طيارا ويدير موقعا للتجارة الإلكترونية يجري التحقيق في تعاملاته المالية خارج بريطانيا. وتم اعتقال نصرات في أحد الباصات العامة في شارع ويمزلو، بحسب شهود عيان قبل يومين. ونشر اسم نصرات في الصحف البريطانية الثلاثاء، وأكدت وسائل إعلام ليبية صلته بالإخوان، وعمل والده في تركيا ضمن الحكومة التي سيطر عليها المتشددون عقب الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي. وعمل والد المعتقل كملحق عمالي في السفارة الليبية بتركيا ليُرقى إلى رتبة مراقب مالي للسفارة ويكنّى بـ”أبواليقظان”، واتهم من أطراف في الزاوية بتوريد الأسلحة إلى ليبيا سنة 2014 لغرفة الثوار، المحسوبة على الجماعة المقاتلة، وبأنه مقرب من السفير الليبي هناك عبدالرزاق مختار، وهما من جماعة الإخوان المسلمين. وحسب ما نشرته صحيفتا “ديلي ميرور” و”ديلي ميل” قال أحد الجيران الذي كان أحد أولاده زميلا لأبناء نصرات في المدرسة، إن الابن الأكبر عبده كان يعاني من إصابات في ظهره جراء مشاركته في القتال بليبيا وعاد إلى مانشستر لتلقي العلاج ونزع الشظايا. وقال الجيران أيضا إن عبده (البالغ من العمر 24 عاما) سافر إلى تركيا قبل 3 سنوات ليتعلم الطيران، ولكنه لم يعد منذ ذلك الوقت فيما عادت بقية العائلة بمن فيهم زهير إلى ليبيا مؤقتا وأجّروا منازلهم لأناس آخرين. وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي عبده برفقة شقيقه زهير مع سلمان العبيدي (منفذ هجوم مانشستر) وشقيقه هاشم المعتقل بطرابلس. وخسرت ميليشيات يدعمها الغرياني وجماعات إسلامية على رأسها “الجماعة الليبية المقاتلة” التي تتهمها جهات عديدة بالتشدد والإرهاب والتعامل مع جماعة “أنصار الشريعة” المحظورة دوليا، مواقعها في العاصمة طرابلس عقب اشتباكات مع ميليشيات موالية لحكومة الوفاق. وكان مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق أعلن سنة 2014 حل دار الإفتاء وإقالة الغرياني، لكنها بقيت تمارس مهامها بشكل طبيعي في ظل الدعم الذي تتلقاه من المؤتمر الوطني المنتهية ولايته وحكومة الإنقاذ وميليشياتهما. وأيّد الكثير من الليبيين حينئذ قرار حل دار الإفتاء، معتبرين أنه خطوة مهمة نحو تحجيم المفتي الذي لم يجد من يحاسبه على تكفيره لليبيين ودعواته المتكررة إلى العنف والإرهاب ضدّ الدولة. ويطلق بعض الليبيين صفة “مفتي قطر” على الغرياني وذلك لدفاعه المستمر على تدخل الدوحة في الشؤون الداخلية لليبيين ودعمها اللامحدود للتيار الإسلامي كرد للجميل على دعمها لمن يصفهم بـ“الثوار” خلال الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي. ورغم أن الإطاحة بنظام القذافي كانت بمشاركة كل الليبيين الرافضين لحكمه، إلا أن الغرياني يحصر صفة “الثوار” في الميليشيات المتطرفة التي كان أغلب عناصرها في السجون بسبب انتمائهم لجماعات إرهابية. ولطالما اتهم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والسلطات المنعقدة شرق البلاد قطر بدعم الجماعات الإرهابية في عدة مدن وفي مقدمتها مدينة بنغازي. وعرف الغرياني طيلة السنوات الماضية بخطابه التكفيري المشيد بالجماعات المتطرفة التي ينفي عنها دائما صفة الإرهاب، إذ قال في تصريحات سابقة “لا يوجد إرهاب في ليبيا، ويجب ألاّ تطلق كلمة الإرهاب على أنصار الشريعة، فهم يَقتُلون ولهم أسبابهم، من مات منهم فهو شهيد”. وأعلن تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا السبت حل نفسه. وقال مراقبون إن هذه الخطوة لا تعدو أن تكون إلا محاولة من التنظيم والدول الداعمة له لنفي أي سبب لاستهدافهم. ولم يكتف الغرياني بتصريحاته المنحازة للمتطرفين، إذ أصدر فتوى تقول “إن من ينضم إلى قوات خليفة حفتر ويموت معه، يخشى أن يموت ميتة جاهلية، وكل من يقاتله ويموت فهو شهيد وفي سبيل الله”. واعتبر الغرياني في تصريحات حول غلق مقر دار الإفتاء أن صمت الجهات الرسمية هو من أعطى الجرأة لـ“المجرمين” لإعادة الكرة مرة، مضيفا أن المقتحمين “لم يكتفوا هذه المرة بسرقة بعض المحتويات وإنما وضعوا سلاسل على الباب وأقفلوه”. وأضاف “لا يحمل هذا العمل لأهل ليبيا سوى عار العداء للدين وأهله وبخاصة كل من يتولى مسؤولية في هذا البلد في الوقت الحاضر فإلى الله المشتكى”. وتعليقا على تصريحات الغرياني قال المحلل السياسي عيسى عبدالقيوم، إن تصريحات الغرياني، التي اعتبر فيها مكتبه بمثابة الدين وأهله، تشير إلى أنه يربط بشكل مباشر بين موقف الناس والسلطة من غلق مكتب إداري للدولة وبين العداء للدين، ما يعني أن من يخالفه يخالف الدين. وأضاف عبدالقيوم على صفحته بالفيسبوك أن “انزلاق الغرياني نحو اعتبار نفسه الممثل الحصري للسماء منعرج خطير ويمثل الأساس في ما لحق من انحراف بفتاويه ومواعظه، وهو نفس ما تورطت فيه جماعة الإخوان عندما ناقشت فكرة أنها جماعة المسلمين وأن الخارج عنها خارج عن الإسلام”.
مشاركة :