فضيحة ايران-كونترا: تسلسل زمني

  • 5/31/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

Image caption الرئيس رونالد ريغان كانت فضيحة ايران كونترا، التي تفجرت في أواخر عام 1986، واحدة من اكثر الفضائح السياسية تعقيدا في التاريخ الأمريكي الحديث. وطغت تلك الفضيحة على الأنباء لأشهر عديدة. تتشكل فضيحة ايران كونترا من 3 اجزاء متصلة ببعضها: ادارة الرئيس رونالد ريغان باعت اسلحة الى ايران التي كانت بأمس الحاجة اليها في الحرب التي كانت تخوضها ضد العراق مقابل استخدام نفوذها في اطلاق سراح مواطنين امريكيين خطفوا واخذوا كرهائن في لبنان من قبل ميليشيات شيعية موالية لايران. أما الاسلحة التي زودت ادارة ريغان ايران بها، فقد طالبت الايرانيين باسعار مرتفعة وحولت المبالغ الفائضة الى قوات "الكونترا" التي كانت تحارب حكومة حركة ساندينيستا اليسارية الحاكمة في نيكاراغوا. كان مخططا كبيرا يخالف القانون الأمريكي والسياسة الخارجية الأمريكية في كل الأوجه. فقد كان بيع الاسلحة الى ايران ممنوعا بموجب القانون الأمريكي آنذاك، كما كانت السياسة الأمريكية تنص على تحريم دفع اي نوع من الفدى لخاطفي الامريكيين. كما كان محرما تمويل قوات الكونترا بأكثر من الحد الأقصى الذي حدده الكونغرس. نشرت صحيفة الشراع اللبنانية أول نبأ عن الفضيحة في تشرين الثاني / نوفمبر 1986، وتلت ذلك ثلاثة تحقيقات أجرتها لجنة شكلها البيت الأبيض برئاسة عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس جون تاور تلاها تحقيق ترأسه مدع اتحادي خاص. وأدت التهم التي وجهها المدعي الخاص الى تجريم عدد من مسؤولي ادارة ريغان، منهم مستشار الأمن القومي الأدميرال جون بويندكستر ونائبه المقدم اوليفر نورث. ولكن ريغان نفسه لم يواجه أي تهم، رغم اختلاف الآراء حول ما كان على علم به ومدى تورطه في الفضيحة.Image caption لعب اوليفر نورث دورا محوريا في فضيحة ايران كونترا خلفية تاريخية اقتنع الرئيس ريغان بأن انتصار حركة ساندينيستا على نظام الديكتاتور سوموزا في عام 1979 قد يؤدي الى اندلاع ثورة تشمل امريكا الوسطى برمتها، ثورة قد تهدد أمن الولايات المتحدة ذاتها. لم تعرف حركة ساندينيستا نفسها على انها حركة شيوعية، بل انها كانت تقول إنها تتبع نظاما اقتصاديا مختلطا وتؤمن بالتعددية السياسية، ولكنها اتخذت سلسلة من الخطوات التي اثارت هلعا في واشنطن. فقد أسست الحركة "جيش ساندينيستا الشعبي" ليستبدل الحرس الوطني النيكاراغوي، كما أطلقوا مشروعا لاعادة توزيع الثروة ومصادرة المزارع الكبيرة. كان هذا كافيا لادخال الهلع في قلب ريغان الذي كان تولى رئاسة الولايات المتحدة في عام 1981. أصبح ريغان عدوا لدودا لحكومة حركة ساندينيستا خصوصا بعد ان بدأت عدوى التململ الاجتماعي بالانتشار في الدول المجاورة لنيكاراغوا. فقد كان ريغان يخشى ما يراه انه تمدد للشيوعية في منطقة أمريكا الوسطى، ولذا قرر زيادة الدعم العسكري لحكومات دول هذه المنطقة. فالسلفادور على سبيل المثال تسلمت لوحدها مبلغ 3 مليارات دولار على شكل معونات عسكرية، وهو مبلغ ضخم جدا بالنسبة لبلد بهذا الحجم الصغير. في ذات الوقت، بذل ريغان كل ما توفرت لديه من جهود من أجل التخطيط للاطاحة بنظام حركة ساندينيستا الذي كان النظام اليساري الوحيد في المنطقة آنذاك. ولكن، ومنذ اوائل الثمانينيات، كانت هناك حركتان مناوئتان لحركة ساندينيستا لم تزالا فعالتين. أحدى هاتين الحركتين كانت تتكون من عناصر سابقة في الحرس الوطني النيكاراغوي وكانت تتخذ من اراضي كوستا ريكا المجاورة ملاذات لها. كان هؤلاء الذين لم يتجاوز عددهم الالفين في اول الأمر يحاولون تجنيد المزارعين الغاضبين على قرارات الاصلاح الزراعي التي تضمنها برنامج حكومة الساندينيستا. في ذات الوقت، أقام قائد سانديني منشق اسمه ايدن باستورا معسكرا للمعارضة النيكاراغوية في هندوراس الى الشمال من نيكاراغوا. وقد اطلق على المجموعتين اسم "كونترا" اي قوات الثورة المضادة. في سنوات "الأزمة" الاولى، كان ريغان يخصص علنا الأموال لقوات الكونترا ولوكالة المخابرات المركزية الأمريكية من أجل زعزعة استقرار حكومة الساندينيستا في نيكاراغوا، ولكن بمرور الزمن زادت معارضة الشعب الأمريكي لهذه السياسة. وفي عام 1986، قامت ادارة ريغان - سرا ودون مسوغ قانوني - بتحويل الاموال التي حصلت عليها من بيع الاسلحة خلسة الى ايران الى قوات الكونترا مما ادى الى ازدياد المعارضة لهذه الممارسات في الكونغرس والى اجبار الادارة على التوقف عما كانت تقوم به.تسلسل زمني1981 4 آب / أغسطس - انتداب الرائد في قوات مشاة البحرية أوليفر نورث للعمل في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض. كانون الأول / ديسمبر - الرئيس ريغان يوقع على امر رئاسي يخول وكالة المخابرات المركزية بالقيام بعملية سرية لدعم قوات الكونترا في نيكاراغوا.1982 كانون الأول / ديسمبر - بعد افتضاح أمر الدعم الأمريكي لقوات الكونترا، الكونغرس يصدر "تعديل بولاند" الذي يحرم صرف الأموال الفدرالية الأمريكية من أجل الاطاحة بحكومة نيكاراغوا.1984 الربيع - تعيين الرائد نورث ضابط ارتباط للبيت الأبيض مع قوات الكونترا.1985 شباط / فبراير - نورث (الذي رقي الى رتبة مقدم) واثنان من شركائه وهما جنرال القوة الجوية المتقاعد ريشارد سيكورد والبرت حكيم وهو تاجر سلاح امريكي من اصول ايرانية يعقدان أول صفقة من 6 صفقات لشراء اسلحة لقوات الكونترا وذلك من خلال شركات وهمية سجلوها خارج الولايات المتحدة. قيل وقتها إن الأموال التي استخدمت لشراء الأسلحة جاءت من تبرعات خاصة، مما سمح للبيت الأبيض لاستغلال ثغرة في تعديل بولاند للقول بأن تزويد الكونترا بالاسلحة لم ينتهك القانون. الصيف - ذيوع أنباء تربط نورث بشبكة خاصة تقوم بتزويد الكونترا بالسلاح. الكونغرس يتدخل، ونورث يساعد روبرت ماكفارلين، مستشار ريغان للأمن القومي، في اعداد نفي رسمي. تموز / يوليو - مسؤولون اسرائيليون يقولون ماكفارلين إن الايرانيين يريدون بدء "حوار سياسي" مع واشنطن. ورغم موقف الولايات الرسمي القائل إن الحكومة الايرانية "حكومة ارهابية" والقرار الأمريكي بتجريم توريد السلاح لطهران، أدت المبادرة الايرانية الى اول شحنة اسلحة أمريكية تصل الى ايران دون تخويل قانوني. أدى وصول هذه الشحنة بدوره الى اطلاق سراح واحد من الرهائن الأمريكيين السبع الذين كانوا محتجزين في لبنان من قبل فصائل شيعية موالية لايران. 19 تشرين الثاني / نوفمبر - ماكفارلين يكلف نورث بالمسؤولية عن الأمور السوقية المتعلقة بشحنة اسلحة ثانية الى ايران تتضمن صواريخ ارض-جو من طراز هوك.1986 4 نيسان / أبريل - في مذكرة وجهها الى جون بويندكستر - الذي خلف ماكفارلين في منصب مستشار الأمن القومي - نورث يقترح تحويل مبلغ 12 مليون دولار من ارباح بيع الاسلحة الى ايران الى قوات الكونترا. نورث يقول لاحقا إن المذكرة كانت موجهة اصلا الى الرئيس ريغان. 25 أيار م مايو - ماكفارلين، الذي ترك العمل الحكومي ولكنه لم يزل يعمل مستشارا للبيت الأبيض، يسافر سرا الى ايران بمعية نورث ومسؤولين أمريكيين آخرين، حاملا معه ادوات احتياطية لصواريخ. 6 آب / أغسطس - في اجتماع حضره مع 11 من اعضاء لجنة الشؤون الاستخبارية في مجلس النواب في الكونغرس، نورث ينفي قيامه بجمع الأموال للكونترا او تزويدهم بأي مشورة عسكرية. ولكنه يشهد لاحقا بأنه كذب في افادته. 5 تشرين الأول / اكتوبر - اسقاط طائرة نقل كانت تنقل السلاح الى قوات الكونترا فوق الاراضي النيكاراغوية مما ادى الى مقتل 3 من طاقمها بينما أسر الجيش النيكاراغوي عضو الطاقم الرابع يوجين هاسينفوس. 22 تشرين الثاني / نوفمبر - محققون يعملون لحساب وزارة العدل الأمريكية يعثرون في مكتب المقدم نورث على المذكرة التي حررها في نيسان / أبريل والتي اقترح فيها تحويل أموال بيع السلاح الى ايران الى قوات الكونترا. 23 تشرين الثاني / نوفمبر - نورث يلتقي بماكفارلين ويقول له إن مسؤولين بارزين في البيت الأبيض وافقوا على تحويل الأموال الى الكونترا. المقدم نورث يلتقي ايضا بوزير العدل ادوين موس ويخبره بالأمر. 24 تشرين الثاني / نوفمبر - وزير العدل ميس يحيط الرئيس ريغان علما بتحويل الأموال الى الكونترا. 25 تشرين الثاني / نوفمبر - ميس يفضح علنا العلاقة بين بيع الاسلحة الى ايران وتمويل قوات الكونترا. الرئيس ريغان يعلن استقالة مستشار الأمن القومي بويندكستر وطرد المقدم نورث.1987 6 -7 كانون الثاني / يناير - تشكيل لجان تحقيقية خاصة في مجلسي الشيوخ والنواب. 26 شباط / فبراير - لجنة رئاسية يقودها عضو مجلس الشيوخ السابق جون تاور تحمل مستشاري الرئيس ريغان مسؤولية خلق جو من الفوضى أدى الى وقوع فضيحة ايران كونترا. اللجنة تقول إن الرئيس ريغان لم يكن على الاغلب على علم بنشاطات مجلس الأمن القومي. 7 تموز / يوليو - المقدم نورث يمثل أمام لجان تحقيقية في الكونغرس لأيام ستة، ويقول إنه لا يعلم إن كان الرئيس ريغان على علم بموضوع تحويل أموال بيع الأسلحة لايران الى الكونترا، ولكن مدير وكالة المخابرات المركزية وليام كيسي قد صدق على ذلك التحويل. وكان كيسي قد توفي قبل فترة قصيرة. 18 تشرين الثاني / نوفمبر - لجان التحقيق تخلص الى ان الرئيس ريغان تقاعس في تنفيذ واجبه الدستوري بـ "الحرص على تنفيذ القوانين بكل اخلاص". اللجنة تقول إن ريغان "يتحمل المسؤولية الكبرى".1988 11 آذار / مارس - ماكفارلين يعترف امام القضاء بالذنب في 4 تهم تتعلق باخفاء معلومات حول جهود الادارة لمساعدة الكونترا عن الكونغرس، والقضاء يحكم عليه بالسجن لمدة سنتين مع ايقاف التنفيذ واداء 200 ساعة من الخدمة الاجتماعية. 16 آذار / مارس - لجنة محلفين فدرالية تجرم المقدم نورث وبويندكستر وسيكورد وحكيم بجملة من التهم منها التآمر للاحتيال على الحكومة عن طريق تزويد الكونترا بالاموال من ايران.

مشاركة :