أشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أمس إلى أنها «المرة الأولى منذ 30 سنة التي نشعر فيها أن لدينا رئيسًا للجمهورية»، مضيفًا: «كلام الرئيس ميشال سليمان الأخير ليس وليد لحظته وإنما وليد تراكم وأدعو الجميع لمتابعة تطوّر موقف الرئيس الذي أتى توافقيًا ووضع كل جهده من أجل تقريب وجهات النظر إلا أنه عندما رأى أن هذا الجهد لم يعد يعطي أي نتيجة بدأ بالتصرف كمسؤول عن سيادة لبنان وحدوده وبقائه، واعتبر أن «الحوار مع حزب الله حتى حين آخر مضيعة للوقت»، وتابع: «هم قادرون على إشعال حرب في لبنان إلا أن هذا الأمر ليس من مصلحتهم في الوقت الراهن»، متابعًا: «حزب الله يريد الاستقرار في لبنان ليبقى مرتاحًا في قتاله بسوريا»، معتبرًا أن «حزب الله يشن حربًا على لبنان واللبنانيين والدولة في لبنان وأنا كمواطن لبناني لا أقبل أن يقوم الحزب باتخاذ قرار إستراتيجي عنيّ وعليّّ أن أقوم أنا بتحمل تبعاته وفي العام 2006 كنا نجلس إلى طاولة الحوار في يوليو وطلب الرئيس السنيورة أن يبقى الصيف الواعد بمنأى عن أي أخطار أمنيّة ونصرالله وعد بذلك»، مضيفًا «حزب الله يجرنا إلى حروب من دون رأينا، كما يقوم بعمليات ويدمغ جميع اللبنانيين بصفات لا تشبهنا». وتعليقًا على حادثة اطلاق الصواريخ على اليرزة قال: «الصاروخان أطلقا على اليرزة بعد ساعات من خطاب الرئيس وفيما أطل مباشرة بعد هذا الخطاب مسؤول من حزب الله ليقول إن خطاب الرئيس غير مقبول وسيتم الرد عليه، ويجب أن يتم اتخاذ تدابير قضائيّة حازمة من أجل إلقاء القبض على مطلقي الصواريخ على قصر بعبدا»، وأضاف: «أعتقد أنه في نهاية المطاف الرئيس المكلف سيشكل حكومة ولكن بحسب تحديد ومفهوم الرئيس المكلف لنهاية المطاف». من جانبه رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي، أنه «آن الأوان لكي يجلس الفرقاء المتنازعون الى طاولة المصالحة والمصارحة»، ورأى أن «خطاب الرئيس ميشال سليمان في عيد الجيش يشكل جدول أعمال واضح لطاولة المصارحة والمصالحة، ولا بد من التذكير أن العمل السياسي هو عمل شريف لخير كل إنسان»، من جهته أعلن عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري أن «من مصلحة حزب الله عدم الدخول في الحكومة»، لافتًا الى أن «مقولة « الشعب والجيش والمقاومة» لا يمكن أن تستمر لأن المقاومة أصبحت في بلغاريا وسوريا ونيجيريا»، وأضاف في حديث تلفزيوني: «إن لرئيس سعد الحريري استعرض محطات الحوار الأساسية في كلامه حيث أنجز هذا الحوار، وبقي فقط موضوع سلاح حزب الله، إلا أن ما تم الاتفاق عليه كان حبرًا على ورق»، أما وزير التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش قال في مناسبة دينية أمس في جنوبي لبنان: «إنه رغم الإختلاف بين الجهات السياسية حول عدد من القضايا، إلا أن الخلاف لا يمكن حله بتعطيل مصالح الناس، ولا بتفريغ المؤسسات، ولا بفرض شروط تعطل تشكيل الحكومة أو دور المجلس النيابي»، وقال: «إن حضورنا في الحكومة هو جزء من ممارستنا لمسؤولياتنا الوطنية، وأن تجربتنا في ذلك واضحة أمام الجميع، ولا يحق لأحد التذرع بالخلاف السياسي لفرض شروط بشكل أو بآخر للهيمنة على القرار السياسي للحكومة، لأن هذا الأمر يعرقل ويؤخر ويعطل تشكيل الحكومة»، على صعيد أمني أفادت معلومات أمنية عن تعرّض بلدة العريضة الشمالية الحدودية أمس لإطلاق نار من الجانب السوري، وأدى ذلك الى سقوط قتيل سوري كان يحاول عبور النهر الكبير الجنوبي باتجاه لبنان، الأمر الذي دفع بالأهالي إلى قطع الطريق الدولية احتجاجًا. كما اقتحم الأهالي مركز الأمن العام اللبناني في العريضة، وحطموا زجاجه بالحجارة، احتجاجًا. وقد عبر أهالي بلدة العريضة عن استيائهم من تكرار انتهاكات الجيش السوري الدائمة وإطلاقه النار باتجاه البلدة، مطالبين الجيش بالانتشار وحماية الحدود، هذا وقد حضرت قوة من الجيش إلى المنطقة في محاولة للسيطرة على الوضع ولإعادة الهدوء.
مشاركة :