الحسيمة (المغرب) (أ ف ب) - يتواصل "الحراك" الاحتجاجي في شمال المغرب ويبدو انه لا يضعف حيث تظاهر آلاف المحتجين في الحسيمة ليل الثلاثاء الى الاربعاء، بعد ثلاثة ايام من توقيف القيادي في الاحتجاجات ناصر الزفزافي، للمطالبة بالافراج عنه. وتظاهر المحتجون مجددا الليلة الماضية بعيد الافطار في الشوارع القريبة من وسط المدينة مرددين شعارات منها "كلنا الزفزافي" و"دولة فاسدة" و"الكرامة للريف". وبدت اعداد المحتجين اكبر مما كانت مساء الاثنين في حي سيدي عابد حيث انتشرت قوات مكافحة الشغب باعداد كبيرة. وبعد مواجهة انسحبت قوات الامن من الحي في حين ردد المحتجون "سلمية" لتأكيد رغبتهم في تفادي اية صدامات مع قوات الامن. ورفع عدد من المحتجين، وبينهم نساء واطفال، صور الزفزافي قائد "الحراك" الذي يقود الاحتجاجات منذ ستة اشهر. وكتب على احدى اليافطات التي رفعت وسط رايات امازيغ "افرجوا عن المساجين او ضعونا جميعا في السجن". وقالت والدة الزفزافي التي كانت بين المحتجين مع زوجها "انا فخورة بابني، لقد تصرف كرجل" مضيفة "لم يفعل شيئا سوى التظاهر سلميا من اجل مطالب مشروعة". كما شارك في التظاهرة والد محسن فكري بائع السمك الذي قضى سحقا في آلية لجمع النفايات وشكلت وفاته شرارة انطلاق الاحتجاجات. ودعا المحتجين الى "مواصلة تحركهم السلمي". وكما اعتاد المحتجون في كل تجمع رفعوا الايدي واقسموا بصوت واحد على "الوفاء للريف". وتولى ثلاثة منهم وقد وضعوا اصفادا واقنعة، تمثيل مشهد صامت حول الاعتقال والتعذيب. وتفرق المحتجون قبيل منتصف الليل بدون اية حوادث. وبحسب ما نشرت مواقع التواصل الاجتماعي فقد شهدت بعض المدن الاخرى في المنطقة تظاهرات مماثلة. وفي العاصمة الرباط فرقت قوات الامن بعنف اعتصاما نفذه نحو 200 شخص. وتكرر الامر ذاته في الدار البيضاء قرب مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية الذي نقل الزفزافي اليه. -اولى المحاكمات- وكان تم توقيف الزفزافي الذي يقود الاحتجاج الشعبي في منطقة الريف منذ تشرين الاول/اكتوبر 2016، صباح الاثنين بتهمة "المساس بسلامة الدولة الداخلية". ومنذ صدور مذكرة التوقيف بحقه الجمعة شهدت مدينة الحسيمة التي يقطنها 65 الف ساكن، حالة من الغليان. وسجلت صدامات ليلية بين متظاهرين وقوات الامن في نهاية الاسبوع الماضي. وتجمع ثلاثة آلاف شخص مساء الاثنين بلا حوادث. وابلغ عن تظاهرات في نواح اخرى من المنطقة، تخللت بعضها تدخلات عنيفة لقوات الامن، بحسب مواقع التواصل لكن لم يعرف حتى الان حجم هذه التحركات بدقة. وتغطي وسائل الاعلام العامة في المغرب هذه التحركات بالحد الادنى. كما سجلت "تسريبات مزيفة وصور مغرضة" بينها خصوصا صور خاصة للزفزافي عبر الانترنت، بحسب ما افاد موقع "ديسك" الاخباري الثلاثاء. كما تبدي الطبقة السياسية تكتما شديدا في مواقفها رغم اصدار فروع ثلاثة احزاب بينها حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم، بيانا مشتركا للتنبيه الى "خطورة الوضع" وللتعبير عن عدم تأييد "المقاربة الامنية" التي تستخدمها السلطات. وبحسب آخر حصيلة رسمية، اعتقلت الشرطة منذ الجمعة اربعين شخصا استهدفت اساسا قادة "الحراك" الاحتجاجي. وتمت احالة 25 آخرين الى النيابة. وبدأت جلسات محاكمتهم الثلاثاء وتم تأجيلها الى 6 حزيران/يونيو بطلب من محامي المتهمين الذين ابدوا قلقهم ازاء "سوء المعاملة" اثناء التوقيف. وبحسب الصحافة المغربية فان "قاعة المحكمة سريعا ما تحولت الى منبر للدفاع عن التحرك والمطالب الاقتصادية والاجتماعية للحراك والتنديد بالوجود الامني الكبير في الحسيمة ونواحيها". وافرج عن سبعة من الموقوفين في انتظار المحاكمة. كما افرج عن سبعة آخرين بدون توجيه اي اتهام لهم. © 2017 AFP
مشاركة :