واشنطن (أ ف ب) - قرر الرئيس الاميركي دونالد ترامب ابقاء حالة الترقب حول موقف الولايات المتحدة الذي ينتظره العالم باسره من اتفاقية باريس حول المناخ بعدما افادت وسائل اعلام اميركية عن عزمه الانسحاب منها، مكتفيا بتغريدة كتب فيها الاربعاء ان القرار سيصدر "في الايام المقبلة". والاتفاقية التي ابرمتها في نهاية 2015 في العاصمة الفرنسية 190 دولة تحت اشراف الامم المتحدة تهدف الى وقف ارتفاع حرارة الارض عبر خفض انبعاثات الغاز ذات مفعول الدفيئة. والانسحاب الاميركي من الاتفاقية اذا حصل سيشكل تفككا فعليا بعد 18 شهرا على هذا الاتفاق التاريخي الذي كان بكين وواشنطن في ظل رئاسة باراك اوباما، ابرز مهندسيه. وكتب ترامب في تغريدة على تويتر "سأعلن قراري حول اتفاقية باريس في الايام المقبلة. اعيدوا لاميركا عظمتها". وبقي البيت الابيض صامتا حيال هذه المسألة. وهذه المسألة اثارت انقساما شديدا خلال قمة مجموعة السبع التي عقدت الاسبوع الماضي في صقلية حيث اكد كل المشاركين باستثناء الرئيس الاميركي، مجددا التزامهم بهذه الاتفاقية غير المسبوقة. وقال ترامب في تغريدة في ختام القمة "ساتخذ قراري النهائي حول اتفاق باريس الاسبوع المقبل". وكان ترامب وعد خلال حملته الانتخابية ب"الانسحاب" من هذه الاتفاقية معبرا عن رغبته في انهاء "الحرب ضد الفحم". لكن منذ وصوله الى البيت الابيض وجه اشارات متناقضة ما يعكس وجود تيارات مختلفة داخل ادارته حول مسالة المناخ لكن ايضا حول دور الولايات المتحدة في العالم والتعددية. فقد اعلن رئيس وكالة حماية البيئة سكوت برويت تاييده للانسحاب من الاتفاقية معتبرا انها "سيئة" لاميركا. لكن عالم الاعمال بغالبيته ابدى تاييده للبقاء ضمن الاتفاقية. وحثت عدة مجموعات كبرى بينها "اكسون موبيل" النفطية وعملاق المواد الكميائية الزراعية "دوبون" او حتى غوغل وانتل ومايكروسوفت، الرئيس الاميركي على عدم الانسحاب من الاتفاقية. - عقبة امام النمو- وعرض بعض المسؤولين في الادارة الاميركية حلا يقضي بالبقاء ضمن الاتفاقية لكن اعادة النظر بالاهداف الاميركية. وهذا يمكن ان يتيح الاحتفاظ بمقعد على طاولة المفاوضات مع توجيه رسالة في الوقت نفسه على الصعيد الداخلي تؤكد القطيعة مع الادارة الديموقراطية السابقة برئاسة باراك اوباما. وهدف الولايات المتحدة كما حددته ادارة اوباما السابقة هو خفض انبعاثات غاز الدفيئة بنسبة 26% الى 28% بحلول العام 2025 مقارنة مع 2005. لكن ادارة ترامب نددت عدة مرات بهذه الاهداف على انها عالية جدا. وقال غاري كون المستشار الاقتصادي للرئيس ترامب "نعلم ان المستويات التي تعهدت بها الادارة السابقة تشكل عقبة كبرى امام النمو الاقتصادي الاميركي". وبحسب تقرير للوكالة الدولية للطاقات المتجددة صدر هذا الاسبوع فان عدد الاشخاص الذين كانوا موظفين في هذا القطاع ارتفع من 7 ملايين عام 2012 الى 9,8 ملايين في العام 2016. وبحلول العام 2030 هذا الرقم يمكن ان يبلغ 24 مليونا "ليعوض عن الخسائر الوظيفية في قطاع المحروقات الاحفورية". وبعيدا عن الشق الاقتصادي فان موقف ترامب في مسالة التغير المناخي يحظى بتوافق علمي واسع بحسب ما اوضح الناطق باسمه شون سبايسر الثلاثاء.جيروم كارتييه © 2017 AFP
مشاركة :