ذكر مصدر مطلع اليوم الأربعاء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يعتزم الوفاء بتعهده الانتخابي بالانسحاب من اتفاق عالمي لمكافحة التغير المناخي في تحرك يهدد بتوسيع شقة الخلاف مع حلفاء الولايات المتحدة. وحذر مسؤولو البيت الأبيض من أنه لم يجر الانتهاء من وضع التفاصيل ومن أن اللمسات الأخيرة لم توضع على قرار الانسحاب من الاتفاق الذي يضم 195 دولة وتم الاتفاق عليه في باريس عام 2015 وإن كان وشيكا. ولم يؤكد ترامب، الذي سبق أن وصف ظاهرة الاحتباس الحراري بأنها خدعة، القرار في تغريدة على تويتر مكتفيا بالقول "أنا بصدد إعلان قراري بشأن اتفاق باريس في الأيام القليلة المقبلة". وقال المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن ترمب يعمل على شروط الانسحاب المقرر مع رئيس وكالة حماية البيئة سكوت برويت وهو حليف في صناعة النفط ومتشكك في التغير المناخي. وينص الاتفاق على أن تلتزم جميع الدول تقريبا طواعية بمحاربة التغير المناخي عن طريق خطوات تستهدف الحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون الناتج من احتراق الوقود الأحفوري الذي ينحي عليه العلماء باللائمة ارتفاع حرارة الأرض وزيادة مستويات البحار والجفاف والعواصف الشديدة. وهو أول اتفاق عالمي للمناخ ملزم قانونا. ويضيف الانسحاب الولايات المتحدة إلى دولتين فقط لا تشاركان في اتفاق باريس وهما سوريا ونيكاراجوا. ويقول ترمب إن الاتفاق سيكلف الاقتصاد الأمريكي تريليونات الدولارات من دون فائدة ملموسة. وقال مسؤول كبير "الرئيس سيصدر إعلانا عندما يتخذ قرارا نهائيا". وسبق أن غير ترمب رأيه بشأن قرارات كبرى حتى بعد أن ألمح قبل ذلك إلى تحرك في الاتجاه المعاكس. ورفض ترمب التصديق على اتفاق المناخ التاريخي في قمة لمجموعة السبع للدول الغنية يوم السبت قائلا إنه بحاجة لمزيد من الوقت لاتخاذ قرار. وقد يزيد قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق الفجوة مع الحلفاء الأمريكيين في أوروبا الذين يساورهم بالفعل القلق من ترمب ويشككون في جدارة الولايات المتحدة وقيادتها لواحدة من القضايا الرئيسية في العالم. وسيمثل الانسحاب أيضا خطوة أخرى من جانب الرئيس الجمهوري لمحو تراث سلفه الرئيس الديمقراطي باراك أوباما الذي ساعد في التوصل إلى الاتفاق وأشاد به خلال جولة في أوروبا هذا الشهر. وقد يكون للانسحاب الأمريكي تداعيات كبيرة على الاتفاق الذي يعتمد بشدة على التزام كبار الدول الملوثة للمناخ بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. والولايات المتحدة ثاني أكبر مصدر لانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بعد الصين. وتشير بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن التحول من الفحم إلى الغاز الطبيعي، وهو من مصادر الطاقة النظيفة والزهيدة التكلفة، في السنوات القليلة الماضية قلص انبعاثات الكربون الأمريكية إلى قرب أدنى مستوى لها في 30 عاما. ويستهدف اتفاق باريس خفض حرارة الأرض عن طريق أمور من بينها تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى الناجمة عن احتراق الوقود الأحفوري. والولايات المتحدة ملتزمة بموجب الاتفاق بخفض انبعاثاتها بما بين 26 و28 في المئة عن مستويات 2005 وذلك بحلول سنة 2025. ك.ف;
مشاركة :