كتب عمار عوض: بدا المسؤولون في البيت الأبيض في غاية الانشراح من نتائج أول زيارة خارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما طالبت نائبة مستشار مجلس الأمن القومي دينا باول، قطر، بالالتزام بمذكرة التفاهم بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي، والمتضمنة إنشاء آلية للرصد والتحقق من عدم تمويل التنظيمات المتطرفة.وبحسب «واشنطن بوست»، فقد وصفت المسؤولة الأمريكية الاتفاق بأنه «أوسع التزام بعدم تمويل المنظمات الإرهابية». وقالت «إن وزارة الخزانة ستراقبه مع حكومات الخليج». كما أضافت في تصريحات نقلتها عنها صحيفة «ويكلي ستاندرد» الأمريكية، أن الاتفاق على إنشاء مركز لمكافحة التطرف بالرياض، «يتضمن أقصى التعهدات بعدم تمويل منظمات الإرهاب». وأكدت أن وزارة الخزانة الأمريكية ستقوم بموجب ذلك، بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، برصد الالتزامات التنفيذية للجميع.وتابعت باول: «كان إنجازاً لنا في الولايات المتحدة، أن نجعل حكومة قطر توقع على هذا التعهد. فقطر، تلك الإمارة الصغيرة في الجزيرة العربية، كانت دوماً متمردة على أي ترتيبات تتصل بمكافحة الإرهاب». وأوضحت أن أهمية مذكرة التفاهم تكمن في أن جميع الموقعين عليها، ومنهم قطر، التزموا بتفاصيل يعرفون أنها تحدد مسؤولياتهم عن معاقبة كل من يموّل الإرهاب، بمن في ذلك الأفراد. وذكرت الصحيفة أن أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، كان يصر دوماً على تجاهل ما يعيق التمويل القطري لتنظيم «القاعدة»، ولحركة «حماس». ووفقاً للصحيفة فقد عاد الرئيس الأمريكي بعد لقائه مع قادة مجلس التعاون في الرياض، وهو مقتنع ب«أنهم يقدرون تماماً موقفه الحازم من إيران، وتوجهاتها التوسعية على حساب الدول العربية».وفي أول جلسة صحفية بعد عودة الرئيس ترامب إلى واشنطن، قضى شون سبايسر 10 دقائق يلقي الضوء على «رحلة تاريخية لا تصدق» إلى الشرق الأوسط وأوروبا. وقال: «إننا لم نر من قبل في هذه المرحلة مثل هذه الطمأنينة الكاسحة للمصالح الأمريكية، وافتتاح استراتيجية للسياسة الخارجية، تهدف إلى حماية العالم من المخاطر المتزايدة والكوارث الدائمة، الناجمة عن سنوات من القيادة الفاشلة». ونقلت صحيفة ويكلي استاندرد، عن أحد كبار مساعدي البيت الأبيض بعيداً عن التأكيدات الشاملة، ماذا يعتقد البيت الأبيض أن رحلة ترامب قد أنجزت بالفعل، وخاصة على تعزيز الأمن القومي الأمريكي؟ كان الرد الفوري هو: «الاتفاق بين الولايات المتحدة والدول الست في مجلس التعاون الخليجي، بهدف وقف تمويل الإرهاب في الشرق الأوسط». وأشار مساعد البيت الأبيض أن النجاح الأكبر يتمثل في الحصول على توقيع حكومة قطر على المذكرة. وأشار المساعد قائلاً: «إن الإمارة الصغيرة في شبه الجزيرة العربية غالباً ما تكون الأكثر تراجعاً في القضايا المتعلقة بتمويل الإرهاب»، واستطرد تقرير الصحيفة قائلاً: «كان أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، مهملاً في القضاء على الممولين المحليين لتنظيم القاعدة في سوريا، وعلى وجه الخصوص تلقت حماس، وهي منظمة فلسطينية، دعماً مالياً وملاذاً آمناً من قطر لسنوات. وغالباً ما تعقد حماس اجتماعات ومؤتمرات في العاصمة القطرية الدوحة، بما في ذلك اجتماع في وقت سابق من هذا الشهر».وأوضح التقرير أن الآمال معقودة على الأمير تميم بن حمد آل ثاني، في تغيير موقف قطر، بينما قال ديفيد فاينبرج مؤخراً: «ليس هناك دليل مقنع على أن قطر توقفت عن السماح لبعض الممولين الإرهابيين بالخروج من خطاف المجتمع الدولي، في إشارة إلى عدم محاسبة ممولي الإرهاب». وجاء في التقرير أن إقناع قطر والدول الأخرى الموقعة على الاتفاق، سيكون إنجازاً كبيراً. وتعتقد الإدارة أن القادة العرب يقدرون موقف ترامب المتشدد حيال إيران، لا سيما بالمقارنة مع موقف باراك أوباما التوفيقي تجاه طهران، ويأملون أن يترجم التقدير إلى احترام الاتفاق. وتضم مذكرة التفاهم بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي، الذي يضم السعودية، والبحرين، والكويت، وعمان، وقطر، والإمارات، إنشاء مركز في الرياض لمكافحة التطرف. وقالت باول للصحفيين: «إن الفريد من نوعه هو أن كل واحد منهم موقِّع على كيفية مسؤوليته، وسيحاكمون فعلياً حال تمويل الإرهاب بمن فيهم الأفراد».
مشاركة :