يشكك مراقبون في أن تؤدي زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى الكويت، أمس، إلى إصلاح ما أفسدته سياسة المسؤولين في قطر، إذ إن هذه الزيارة تأتي على وقع سوابق عدة عنوانها نكث الوعود وخرق التعهّدات. وبالتالي فإن استعادة قادة الدوحة للمصداقية المفقودة أمر بالغ الصعوبة إن لم يكن من ضروب المستحيل. ويشير المراقبون إلى أن قطر نفسها تدرك صعوبة مهمّة أميرها في الكويت، ولذلك فإنها ربطت الزيارة بهدف «تقديم التهنئة لأمير الكويت بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك»، ولم تأت على الأزمة التي تسببت بها خليجياً وعربياً. ويرى المراقبون أن قطر لطالما اعتادت على نكث وعودها وعدم الوفاء بها.. بل تعمدت خرق ما تعهدت بالالتزام به في كل مرة يتم فيها تجاوز أزمة تخلقها الدوحة وتُضر بمصالح أشقائها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وغيرها من الدول العربية في المنطقة. ولم يكن تغاضي أشقاء قطر عن عبثها رغم فداحة نتائجه.. إلا لكونهم يُغلّبون مصلحة قطر ذاتها ومصالح دولهم وشعوبهم. التقارير أكدت أن أمير قطر أراد من زيارته للكويت ولقائه أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أن يخرج من طوق العزلة التي وضعته حول نفسها بسبب سياساتها، وذلك وسط أنباء متواترة عن وساطة تقوم بها الكويت على خلفية الأزمة التي خلفتها التصريحات الأخيرة للشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وفي الوقت الذي تسعى الدوحة لاستعادة مصداقيتها لدى دول مجلس التعاون والدول الأخرى، يتعين عليها إدراك أن ذلك لن يتم دون تغيير سياستها وسلوكها تجاه أشقائها، وأن تشرع في الخطوات الجادة والصادقة لاتخاذ مواقف تتفق ومصيرها المشترك مع جيرانها وأشقائها. وبرأي سياسيين فإن ذلك ما يتطلب من قيادة الدوحة لـ «إنقاذ قطر»، تحمّل المسؤولية والتخلي عن كل ما يسيء لأشقائها أو يهدّد أمنهم واستقرارهم ومصالحهم، والعودة إلى الحضن العربي والخليجي، عوضاً عن الارتماء في أحضان ملالي إيران باعتبارهم رأس حربة الإرهاب، واحتضان أذنابها وأذرعها من تنظيمات، ودعم كل ما من شأنه تفتيت الجسد العربي والخليجي، ذلك أن إيران - وفقاً للسياسيين - تستغل أي فرصة للعب على التناقضات العربية، في سبيل تحقيق أجنداتها وأطماعها الفارسية ومآربها المذهبية.
مشاركة :