أثارت حلقة «الليبرالية» من مسلسل «سليفي»، ردود أفعال متباينة في أوساط المثقفين والنشطاء الاجتماعيين، الذين أكدوا أن ناصر القصبي لم يوفق وأطلق التهم بدون دليل، إضافة إلى أنه وصم المجتمع بصفة التعصّب والتحيّز وعدم قدرته على تقبّل الديمقراطية.وسيلة لا هدفشدّدت التربوية والناشطة الاجتماعية دلال كعكي، على أهمية تحديد مفهوم الديمقراطية التي تتناسب مع مجتمعاتنا باعتبار أنها وسيلة لا هدف ومراحل تطبيق ونشر وعي وسيادة للقانون وجميع المواطنين سواسية في الحقوق والواجبات.انحراف بالمنهجوقال مدير تحرير جريدة مكة ماجد المفضلي: ما ذهب إليه هذا المشهد مذهب يسلب جزء من الحق وكأنه يريد أن يختار الناخب خيارًا بعيدًا عن توجهاته وقناعاته، وهذا يناقض الهدف من الديمقراطية التي تمنح الفرد حق الاختيار، لكن إذا ثبت أن صاحب الصوت منح صوته من أجل أن يكون مع فئة معينة ضد فئة أخرى فهذا انحراف بالمنهج الذي وضعت من أجله.الشريعة الإسلاميةوتقول الدكتورة نادية بخاري: الديمقراطية المقيدة بآداب الإسلام موجودة بفضل الله، ولا يوجد في إسلامنا ما تطالب به الديمقراطية الغربية من الفوضى وعدم الاحترام لولاة الأمر، أما نحن يجب ألا تتعدى حدود ديمقراطيتنا حدود الشريعة الإسلامية.غير مؤهلةوترى الكاتبة سما يوسف أن الشعوب العربية تثبت في كل مناسبة كبيرة وصغيرة أنها غير مؤهلة بعد لممارسة الحرية وما يسمى «الديمقراطية»، ما دامت لا تتوافر على ثقافة مدنية تسعفها في احترام التعددية والاختلاف.إدارة العلاقاتوتقول هناء حميدان ـ مديرة مؤسسة تطوعية ـ: الديمقراطية هي أحد أنماط إدارة العلاقات في الدول والمجتمعات وتبنى على أسس وشروط ومبادئ منها حرية التعبير وحرية الاختيار وحق المشاركة بدون تمييز والمساواة والعدالة في توزيع الفرص بين المكونات والشفافية، وبالتالي أي عملية لا تتضمن استيفاء الشروط والأسس فلن تكون نتيجتها تحقيق فوائد الديمقراطية المتحققة في بعض المجتمعات التي طبقتها.سياسي واجتماعيوتقول الشاعرة بديعة كشغري: جوهر الديمقراطية في اعتقادي لا يأتي إلا بفعل تراكمي عبر ممارسة الانتخابات النزيهة مع ضمان حرية التعبير وصون حقوق المعارضة، ومعظم هذه المبادئ للأسف عصية المنال في مجتمعاتنا العربية، فنحن نحتاج الكثير من الوقت للتحرّر من سيادة القبيلة والطبقية الاجتماعية وما يتبعها من نعرات تحزبية وقبلية وشللية.على القصبي الاعتذاروأشارت الناشطة الاجتماعية غزيل العتيبي إلى أن التهكم على المجتمع ووصفه بالجهل وأنه يستحق السحق هو أمر غريب، فالدراما تعالج مشكلات المجتمع بطريقة حضارية راقية، مطالبة القصبي بالاعتذار عن الخطأ الذي وقع فيه فالاعتذار سيعزّز من قيمته في نفوس المشاهدين.اختلاف التصنيفاتوتقول الكاتبة فاتن حسين: في هذه الحلقة أظهر القصبي إشكالية اختلاف التصنيفات الفكرية في المجتمع وانقسامه إلى الليبرالي والعلماني والسلفي، ثم أمعن في النقد وأظهر إن المجتمع لا يستحق الديمقراطية وأنه لا يستحق سوى القمع، وهنا أكثر من علامة استفهام وتجني على مجتمعنا، فمثل هذا السيناريو قد لا يعالج بقدر ما يؤجج مزيدًا من الطائفية، وهي غريبة على مجتمعنا وأفرزتها مقومات سياسية مختلفة.تطبيقات الديمقراطيةوتقول الأستاذة بجامعة أم القرى الدكتورة وفاء محضر: جميع الدلائل تؤكد أن مجتمعاتنا مؤهلة ومتكيفة وقادرة على التوافق مع المستجدات. وقد شهدت عدة قطاعات حكومية وأهلية تفعيل الانتخابات لتشكيل مجالس إداراتها وكانت تجارب ناجحة إلى حد كبير، فكلما كان المجتمع أكثر تمسكًا بالدِّين الإسلامي القويم كانت قدرته على تطبيق الديمقراطية الرشيدة أكبر وأعمق، عليه فإن المجتمع بمكوناته البشرية وبعمق اعتقاده الديني قابل للتكيف مع مفهوم وتطبيقات الديمقراطية ومؤهل للتعاطي معها.
مشاركة :