دعا عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي، إلى تبني حكامة جيدة لضمان الفعالية في عمل رجال السلطة واعتماد مقاربة استباقية في تلبية حاجيات وانتظارات المواطنين.وأفاد بيان لوزارة الداخلية، بأن لفتيت أكد أمس بمقر المعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة، خلال لقاء مع متدربات ومتدربي المعهد، حضره الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، والجنرال (اللواء) مدير المعهد، والضباط والأطر الإدارية به، أن الدور المحوري الذي يلعبه رجل السلطة ضمن المنظومة المؤسساتية أصبح اليوم أكثر تعقيدا، بالنظر للتطورات المتسارعة التي تعرفها بنيات المجتمع والحاجيات والانتظارات الآنية والملحة للمواطن في كل المجالات المرتبطة بحياته اليومية، الأمر الذي لن يتأتى إلا من خلال تميز رجل السلطة وقدرته على استشراف هاته الحاجيات، واللجوء إلى المقاربة الاستباقية في تلبيتها.وأكد الوزير لفتيت، خلال هذا اللقاء، الذي خصص لموضوع تعزيز عمل رجل السلطة وجعله أكثر فعالية في خدمة المواطنات والمواطنين، لا سيما في ظل الحاجة الملحة لتعزيز الثقة في الإدارة، وكذلك في ظل تنامي احتياجات وانشغالات مختلف الفئات المجتمعية، على الالتزام القوي لوزارة الداخلية ببذل جميع الجهود من أجل خدمة المواطنين والاستجابة لتطلعاتهم وحاجياتهم المشروعة.وشدد لفتيت على أن الانتساب لسلك رجال السلطة هو تكليف مسؤول خاضع، على غرار ما هو قائم بالنسبة لجميع المسؤوليات، لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة كمبدأ دستوري يجسد أحد أوجه الممارسة الديمقراطية الحقة. وفي استحضار للمفهوم الملكي للسلطة الذي أرسى دعائمه الملك محمد السادس، أكد وزير الداخلية أنه يتعين على من يسعى لشرف الانتماء لهيئة رجال السلطة أن يعمل على الدوام، ودون انقطاع للتواصل مع المواطن، والتواجد رهن إشارته في كل وقت وحين، داعيا الجميع إلى السعي الحثيث لتكوين رؤية رصينة متجددة عن محيطهم، والتعرف بشكل أفضل على المشكلات المطروحة حسب الخصوصيات المحلية، ونهج أسلوب الحوار الدائم، والإقناع المؤسس على الحكمة، والحرص على ضمان احترام الحريات الفردية والجماعية.وشدد الوزير لفتيت على أن الحضور الفعلي لرجل السلطة في دائرة نفوذه أمر لا محيد عنه، ولا يمكن لأي كان الحلول محله، بل إن غيابه عن الميدان وتقصيره في أداء مهامه يعتبر خطأ جسيما يعرضه للمساءلة.وأشار لفتيت في هذا السياق إلى أنه يبقى من اللازم على رجل السلطة أن يستثمر موقعه الإداري وصلاحياته للحيلولة دون توقف الدينامية التنموية المحلية، لا سيما على مستوى اتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة كل العراقيل.ومن هذا المنطلق، ذكر وزير الداخلية المتدربات والمتدربين، وجميع فئات رجال السلطة بأن المهام الموكولة إليهم، كجزء من السلطة التنفيذية المنوط بها المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، تتطلب التحلي بروح المسؤولية ونكران الذات في خدمة الصالح العام والانخراط في مسار التحديث، الذي تعرفه البلاد، أن وزارة الداخلية، التي لن تقبل أي تهاون أو تقصير في تنفيذ المهام الموكلة لرجال السلطة بمختلف مستوياتهم.كما أكد لفتيت أن تعزيز عمل رجال السلطة وأدوارهم الميدانية يشكل ضرورة استراتيجية ملحة، داعيا رجال السلطة إلى التحلي بالانضباط وحسن الخلق، مراعاة لوضعيتهم الاعتبارية، والابتعاد عن كل ما من شأنه إضعاف مؤسسات الدولة والمس بمصداقيتها، أو التشكيك في فعاليتها وتبخيس أدائها.
مشاركة :