جددت حكومة الهند رغبتها واهتمامها القوي لجذب شركة أرامكو السعودية للتحالف مع شركات التكرير الحكومية الهندية، في وقت أكد وزير النفط والغاز الهندي دارميندرا برادان بعد لقائه بمحمد باركيندو الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول مؤخراً في فيينا بتجدد محادثات مع المملكة لجلب استثمار من أرامكو لإنشاء مركز عالمي لصناعة التكرير في الهند، ملفتاً إلى أن الهند تعد من أكبر مستهلكي الطاقة في العالم وتسعى لتنويع مصادر إمداداتها ليس من الخام فحسب بل ومن البنزين والمنتجات المكررة الأخرى. ودفع تجدد اهتمام الهند صوب أرامكو عملاقة النفط والتكرير في العالم دعم خطط شركة النفط الهندية "إيسار أويل ليمتد" لجذب أرامكو للتحالف معها في مصفاتها في الهند من خلال بيع 49% من حصتها مقابل 3 مليارات دولار، في حين تبلغ قيمة الشركة السوقية البالغة 5.5 مليار دولار، وتعد أهم وأكبر مصافي النفط في الهند. وفي حال إتمام المباحثات التي تقف خلفها الهند باهتمام بالغ سوف تنتقل الهند لمرحلة تنافسية كبيرة في قطاع التكرير في القارة الأسيوية في وقت تستورد الهند والتي تعد ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم نحو 80 في المئة من احتياجاتها من الخام ومعظمه من دول الشرق الأوسط ولاسيما من السعودية. وعرضت حكومة الهند مشاريع استثمارية واعدة يمكن لأرامكو استغلالها للتحالف في الهند تتضمن الاستثمار في مصفاة بطاقة 1.2 مليون برميل يوميا على الساحل الغربي للهند، وتوسعة مصفاة بينا، ومصنع بتروكيماويات في داهيج. ويأتي تجدد رغبة وتمسك حكومة الهند في جذب أرامكو بعد نجاح الأخيرة أخيراً في الظفر في تحالف ضخم مناصفة مع شركة النفط والغاز الوطنية الماليزية "بتروناس" وشراء حصة كخطوة تمكن أرامكو من المشاركة بملكيتها في مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات الذي تنفذه شركة "بتروناس" في ولاية جوهور جنوبي ماليزيا، في تحالف بلغت قيمته 26.25 مليار ريال (7 مليار دولار) حيث قطعت الأعمال الإنشائية في مجمع المصفاة 72%، وفي وحدة تكسير الإثيلين 73%، ومن المخطط بدء تشغيل المصفاة وحدة تكسير البخار في المجمع في الربع الأول من عام 2019. ومن المخطط أن يعالج المجمع 300 ألف برميل من النفط الخام ذي المحتوى الكبريتي المرتفع المستورد من منطقة الشرق الأوسط وإنتاج مجموعة كبيرة من المنتجات النفطية المكررة، تشمل البنزين والديزل بالإضافة إلى اللقيم لمجمع البتروكيميائيات لينتج 3.5 طن من المنتجات سنويًا، في حين سوف توفر أرامكو السعودية غالبية حاجة المصفاة من النفط حيث سوف تبلغ حصة إمدادات النفط السعودي في المصفاة 50 الى 70٪، في وقت ستمثل هذه الكمية نسبة كبيرة من التعامل التجاري بين المملكة وماليزيا، في حين يشكل المشروع من الناحية الهندسية والصناعية مجمعاً عالمياً من الطاقة، بينما ستوفر بتروناس الغاز الطبيعي والطاقة والخدمات الأخرى. ويشمل مشروع مجمع البتروكيميائيات الأساسية وحدة تكسير بخار الإيثيلين بطاقة 1.2 مليون طن سنوياً إلى جانب معمل خاص بالمشتقات، حيث ستسوق الحصة الأكبر من منتجات الوقود في السوق المحلية الماليزية، بينما ستصدر معظم المنتجات البتروكيميائية كالبوليمرات وجلايكول الإثيلين الأحادي.
مشاركة :