"قصص إنسانية من الحرم المكي": من أمام فرن مخبزه الذي ورثه من والده، يدعو التركي "أرزا أفدر" (60 عاماً)، كل صباح بأن يوفقه الله ليتمكّن من زيارة مكة المكرمة، والصلاة بجانب الكعبة المشرفة. يكدّ "أرزا" في عمله طوال سنوات بشكل متواصل، ويجمع المبالغ القليلة -كما يقول- التي يكسبها لتحقيق حلمه، وأمنيته برؤية الأماكن المقدسة. من إقليم "كونيا" التركي جاء الخباز "أرزا" إلى مكة المكرمة بعد رحلة طويلة ومتعبة، وبعد أن جمع ما يقارب 15 ألف ليرة تركية. يقول لـ"سبق": "أنا سعيد بأن حققت حلمى وزرت مكة المكرمة، لقد عانيت طيلة أعوام مضت لكي أكون هنا اليوم، تمسّكت بمصدر رزقي؛ مخبز صغير ورثته عن والدي، وصنْعة تعلمتها منه منذ كنت في العاشرة من عمري، وما زلت بعد أن تجاوزت الستين أطعم أبنائي وعائلتي من كدّ عرق جبيني ولله الحمد، كنت لسنوات أقتصّ وأدخر جزءاً من أرباح المخبز حتى أستطيع أداء العمرة وتحقق ذلك". ويشكر "أرزا أفدر" الحكومة السعودية على تقديم الخدمات المتكاملة لقاصدي البيت العتيق، والتسهيل على الزوار من مقر إقامتهم حتى وصولهم إلى المسجد الحرام الشريف.