أبدى عدد من أهالي حي الجرف بمنطقة المدينة المنورة تذمرهم من انقطاع المياه عن منازلهم منذ 3 أشهر، مشيرين إلى أن معاناتهم تتكرر مع بداية كل صيف منذ عشر سنوات. وحملوا في حديث لـ»المدينة» المسؤولية لوافد مسؤول عن شبكة المياه بالحي، لافتين إلى أنهم تقدموا ببلاغ لأحد المسؤولين بالمديرية العامة للمياه منذ 40 يوما، الذي أخبرهم بأن الوافد المسؤول عن مياه الحي غادر لبلاده لقضاء الإجازة مع عائلته، مؤكدا لهم أنه الشخص الوحيد الذي لديه دراية بمواقع شبكة المياه بالحي لضخ المياه للمنازل، قائلا: «لا يمكن معالجتها حتى يعود مرة أخرى». ولفتوا إلى أن البعض يدفع نحو 500 ريال أسبوعيا لسد احتياجاتهم، من خلال شراء صهاريج مياه، فضلا عن الانتظار لعدة ساعات للحصول عليها. وأشار كل من صالح العنزي وصالح عبدالله وجابر الجهني إلى أن انقطاع المياه عن الحي يمتد منذ ثلاثة أشهر، ولم يتم ضخ المياه للمنازل سوى أربعة أيام فقط خلال تلك الفترة، مؤكدين أنهم اضطروا لشراء صهاريج على حسابهم الخاص. وأبدى العنزي استغرابه من تصريح مدير مصلحة المياه للعديد من وسائل الإعلام عن عدم وجود انقطاع للمياه بالمدينة، قائلا: «تلقينا وعودا كثيرة خلال مراجعتنا للمديرية بضخ المياه للحي، ومعالجة الوضع، لكنها لم تلتزم حتى الآن بوعودها بإنهاء معاناتنا». فيما أرجع الجهني تكرار الأزمة مع كل صيف لعدم وجود مضخة بالحي أو لضعف إمكانياتها، لافتا إلى أن المخطط يعتبر من أقدم المخططات بالمدينة، حيث أنشئ عام 1400هـــ. فيما ألمح كل من دخيل الله الجهني وحمدان سالم وسعد الجهني إلى أن التصريحات المتكررة للمسؤولين بالمديرية العامة للمياه عن عدم انقطاع المياه بالمدينة تثير علامات التعجب والاسغراب لدينا، مؤكدين أنهم راجعوا المديرية أكثر من مرة، ليؤكدوا لهم أنهم يعانون من الانقطاع الدائم للمياه، وأضافوا أنه عندما راجع عدد كبير من أهالي الحي المديرية وقابلوا الشخص المسؤول وأبلغوه بأن المياه لم تصلهم أفادهم بأن المسؤولين لديهم علم بانقطاع المياه، قائلين: «يوجد تناقض كبير بين ردهم علينا وتصريحاتهم لوسائل الإعلام». أما عايض البلوي ومحمد الصاعدي، فأشار إلى أنه يوجد من أهالي الحي كبار في السن ومرضى وأطفال ونساء لا يمكنهم الخروج من منازلهم للبحث عن صهاريج (وايت) خاصة أن شهر رمضان على الأبواب، مطالبين بمعالجة الوضع قبل دخول شهر رمضان المبارك. وأكد عبدالرحمن العنزي، الذي يسكن الحي منذ عام 1424هـــ، أن انقطاع المياه يتكرر سنويا ومع كل بداية صيف، قائلا: «تستمر الزمة لشهور طويلة»، مستدركا بقوله: الأزمة هذا العام زادت عن المعقول. ولفت إلى أنهم حينما تقدموا بشكوى للمديرية أبلغهم أحد المسؤولين بأن منازلهم تقع بالقرب من الجبال ولا يمكن وصول المياه لها. وأفاد بأنه على الرغم من دفعه 8000 ريال لتوصيل 100 متر من الشبكة لمنزله، فضلا عن قيمة العداد، إلا أن المياه لا تصل للمنزل، قائلا: «تعودنا على أعذار المديرية المتكررة، فمرة يرجعون انقطاع المياه لصيانة بالشبكة وأخرى لصيانة الخزان، وأخيرا لوجود جبال تمنع وصول المياه». وأبدى استغرابه من تعيين وافدا من إحدى الجنسيات العربية مسؤولا عن «المحابس»، قائلا: «عندما تقدمنا بشكوى للمديرية عن انقطاع المياه تفاجئنا بإبلاغنا بأن المسؤول عن «المحابس» غير موجود حاليا، وهو الوحيد الذي لديه دراية بأمور «المحابس» بالمدينة». وأيده الرأي سعد الحبيشي، قائلا: «هل يعقل أن تظل المدينة بلا شربة ماء من أجل وافد غادر بلادة لقضاء إجازته ونحن نروى عطشًا بلا ماء لمدة 45 يوما». وأضاف الحبيشي أن المسؤول اتصل بالمهندس الوافد وطلب منه قطع إجازته ليعود للمملكة بسرعة، مضيفا أنهم حينما طلبوا من المهندسين بالمديرية إرسال أحد منسوبيهم لفتح المحابس لضخ المياه بدل الانتظار، أكدوا لهم أنه ليس لديهم علم بمواقع المحابس. وذكر أنه بعد مباشرة المهندس الوافد تم فتح «المحابس» لعدة أيام لتعود، ومن ثم عادت معاناتنا مرة أخرى، قائلا: «تم ضخ المياه في بداية شهر رجب لمدة أربعة أيام لتنقطع مرة أخرى». وبين الحبيشي أنه راجع المديرية مرة أخرى وبعد الالتقاء بأحد المسؤولين بالمديرية علم أن المهندس الوافد في إجازة، متسائلا: «إلى متى ونحن نعامل بهذه الطريقة الاستفزازية للحصول على الماء». وطالب الحبيشي بتدخل أمير المنطقة لمعالجة المشكلة، لافتا إلى وجود خزان تابع للمديرية يبعد عدة أمتار عن الحي وكذلك الحي المجاور لنا تصل له المياه ونحن نروى عطشًا. من جانبه «المدينة» أرسلت استفسارا عبر الفاكس للمديرية العامة للمياه بتاريخ 21-5-2014م، وتم الاتصال بمدير عام المياه بمنطقة المدينة المنورة المهندس صالح جبلاوي عدة مرات وتم إرسال رسالة نصية عبر جواله، لكنه لم يرد حتى إعداد هذا الخبر. المزيد من الصور :
مشاركة :