هي «حربٌ كلامية» نادرةٌ بهذه الحدّة بين رئيس الحكومة سعد الحريري والزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط، اللذين غالباً ما كانا في «خنْدق سياسي» واحد منذ العام 2005 باستثناء «الافتراق» المفصلي في العام 2011 عندما شكّل «بك المختارة» (حيث معقل الزعامة الجنبلاطية) جزءاً من انقلاب «حزب الله» على زعيم «تيار المستقبل» بإسقاط حكومته وتكليف نجيب ميقاتي برئاسة الوزراء.واذا كانت هذه الصفحة طُويتْ وعادت العلاقة بين الحريري وجنبلاط الى «دفئها»، فإن «معركة تبليط البحر» التي اندلعت على خط «بيت الوسط» (دارة الحريري) - المختارة في الساعات الأخيرة بدت محمّلة بتشظيات مسار التفاوض حول قانون الانتخاب وانحياز رئيس الحكومة الى «التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس ميشال عون) في اقتراحات عدة قدّمها واعتبرها الزعيم الدرزي خطراً وجودياً على طائفته.وقبل ايام قليلة كتب جنبلاط على «تويتر»: «لماذا لا تمرّ جميع المناقصات على إدارة المناقصات لمنع حيتان المال وحديثي النعمة والمفلسين الجدد من نهب الدولة وإفلاسها؟».ولم يشأ الحريري تمرير التغريدة التي اعتُبرت غمزاً من قناته بلا ردٍّ ضمني على جنبلاط اذ قال في إفطار أقامه غروب الاربعاء: «اليوم هناك موضة جديدة تطل علينا، بحيث تقوم جماعة جديدة بإعطائنا دروساً بالفساد على أساس أنهم لم يستفحلوا بالفساد في السابق... نعم أنا من المفلسين الجدد، ولكن من المستحيل أن أعمل أي قرش من هذا البلد، غيري يكسب وكسب في السابق قروشاً من هذا البلد وسأحاربهم لآخر دقيقة، ومَن يريد أن يتعاطى معي على هذا النحو، «فليبلط البحر»، أنا اسمي سعد رفيق الحريري. لم آت لأستفيد من هذا البلد، بل جئت لأُعطي هذا البلد كما أعطاه رفيق الحريري».وردّ جنبلاط على الردّ عبر «منبره التويتري» اذ كتب امس: «ان تبليط البحر من اختصاص سوليدير. الأفضل قبل الانفعال سؤال ابراهيم حزبون خبير الافلاك لمعرفة الكوكب المناسب للتبليط». واضاف: «يبدو بالامس ان تأثير زحل كان طاغياً على حساب اورانوس الأمر الذي تسبب بسوء تقدير الردم من صفاء الذهن وبالتالي الانفعال».
مشاركة :