ارتبط علي بن يحيى بالكمبيوتر والعالم الافتراضي في سن مبكرة، وخلال دراسته الجامعية سطع نجمه في تطوير المواقع الإلكترونية، وبعد التخرج قرر تحويل هوايته إلى مشروع خاص بعيداً عن الوظيفة والعمل الروتيني، ولم يتردد كثيراً وسعى إلى تحويل العالم الافتراضي إلى واقع ملموس، واستخدم الحلول الإلكترونية لتسهيل الحياة على الأفراد، وأسس شركة «نطاق» لدعم توجه الدولة نحو التحول الرقمي للخدمات، وتبني استراتيجية تطوير المستقبل الرقمي على مستوى المنطقة، وما يعرف بـ«إنترنت الأشياء». وروى بن يحيى لـ«الإمارات اليوم» قصة تأسيس شركة «نطاق» للحلول الإلكترونية قائلاً إنه طالما راوده هاجس الاستقلالية في العمل، والاعتماد على الذات في عمل يتوافق مع هواياته، مضيفاً «بدأ الحلم يداعب خيالي منذ التحاقي بجامعة الشارقة، لدراسة إدارة الأعمال والتسويق، وتعرفت على مجموعة من الشباب يقطنون معي في السكن الجامعي، وأسسنا شركة صغيرة لها أحلام كبيرة في عالم التقنية عام 2000». فريق واحد قال مؤسس شركة «نطاق» للحلول الرقمية، علي بن يحيى، إن أهم عوامل نجاح التي ساعدتهم على النجاح خلال الفترة الماضية، أنهم عملوا كفريق واحد، ولم يضعوا بينهم حواجز تمنعهم من التواصل في ما بينهم. وأكد «لا يوجد بيننا موظفون في الشركة، بل أعضاء في فريق عمل، يعملون جنباً إلى جنب في رفع قدرة فريق العمل، وإنجاز المشروعات بجودة عالية في أسرع وقت». تطبيقات للطلبة قال مؤسس شركة «نطاق» للحلول الرقمية، علي بن يحيى، إنهم عملوا على توفير تغطية للمشروعات في مدينتَي أبوظبي ودبي، موضحاً «طوّرنا عدداً من التطبيقات التي تهم المستخدمين، مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، أهمها تطبيق (صوت المدرسة) الذي يتيح للآباء والأمهات التواصل مع إدارات المدارس في أبوظبي ودبي بشكل مباشر، ومعرفة مدى تقدم الطالب في دراسته، وتواصل معنا عدد من الدول المجاورة لتطوير هذا التطبيق بما يتناسب مع استخداماتها، خصوصاً كوريا الجنوبية ولبنان والمغرب». وتابع «عملنا مع عدد من الجهات في تطوير تطبيقات مناسبة لها، ولاحظنا الإقبال الكبير على استخدامها، خصوصاً التطبيقات التي تختص بالطلبة»، مضيفاً أنهم طوروا كذلك تطبيق «بس أون تايم» الذي يسهل للآباء معرفة أوقات وصول الحافلات المدرسية، والطريق الذي تتخذه الحافلة بشكل يومي. وتابع «في ذلك الوقت كانت التكنولوجيا وتطوير المواقع الإلكترونية أمراً جديداً، وكانت مجموعتنا الصغيرة تحاول الإبداع في مجال التكنولوجيا، خصوصاً أن الشركة الصغيرة كانت افتراضية ليست لها قواعد أو حدود معينة، منفتحة على العالم الرحب»، موضحاً أنهم كانوا يعملون على الطلبات التي تصلهم إلكترونياً لتطوير مواقع إلكترونية لعدد من الشركات الخاصة. وتابع أنه بعد التخرج عمل في مجال الإدارة، إلا أنه لم ينسَ هوايته في تطوير المواقع الإلكترونية، وبدأ يمارس هوايته من خلال العمل بشكل مستقل مع عدد من الشركات الخاصة، مشيراً إلى أن أول موقع إلكتروني رسمي حمل طابعه الشخصي في التطوير، كان لجمعية أصدقاء البيئة في أبوظبي، وعمل عليه خلال عام 2001. وأكمل بن يحيى «الموقع الذي طورته في 2001، والنجاح الذي حققته شجعني على اتخاذ خطوة نحو تحقيق الحلم، وبدأت التخطيط لإنشاء شركة صغيرة، أعمل فيها مع فريق من الشباب المتميز، لديه الرغبة في الابتكار»، مضيفاً أنه عمل بعدها على تطوير مهاراته في مجال التقنية، وقضى ساعات طويلة في تطوير قدراته التقنية واكتساب مزيد من المهارات. وأضاف أنه عمل على أكثر من موقع إلكتروني لعدد من الجهات المختلفة، وحقق نتائج رائعة، وبدأ نجمه يسطع في عالم التكنولوجيا، موضحاً «طوّرت برامج ومواقع متعلقة بالتسويق، وآخر لبناء السيرة الذاتية للباحثين عن عمل، وبعد تحقيق نجاح هذه الأعمال، أردت أن أتوسع أكثر في هذا المجال، وبدأت وضع خطط لتطوير نشاط الشركة». وأشار إلى أنه افتتح شركته عام 2010، عندما بدأت مؤسسات القطاعين الخاص والعام في الدولة تكثيف الاعتماد على الحلول الرقمية لرفع الأداء والجودة لمواجهة التحديات المختلفة، في مختلف القطاعات، مضيفاً «اعتمدت في المرحلة التجريبية على فريق صغير، لتسيير عمل الشركة، ومن خلاله حاولت جذب مشروعات حيوية لنجاح الشركة في السوق الرقمية». وأوضح أن «نطاق» تعمل في عدد من المجالات، أهمها دعم توجه الدولة نحو التحول الرقمي للخدمات، وتبني استراتيجية تطوير المستقبل الرقمي على مستوى المنطقة، وما يعرف بـ«إنترنت الأشياء»، الذي يعمل على خلق رابط قوي بين البشر والأجهزة التي يستخدمونها في حياتهم اليومية والإنترنت. ولفت بن يحيى إلى أنه ترك وظيفته التي كان يشغلها في إحدى الشركات ليتابع تطوير شركته الخاصة، موضحاً «غامرت بترك وظيفتي السهلة، التي كنت أتقاضى منها راتباً كبيراً، لأنني أردت الوصول إلى المرحلة الثانية من حياتي، الأمر الذي اعتبره البعض جنوناً، خصوصاً أن الكثيرين يعتقدون أن البقاء في الوظيفة هو الأفضل لبناء مستقبل متزن». وأشار إلى أنه كان يعمل مصمماً للويب لفترة تزيد على ثلاث سنوات في إحدى الشركات الخاصة، المتخصصة في تقديم الحلول الإلكترونية، ومن ثم شغل منصب خبير تجربة لمدة أربع سنوات، الأمر الذي جعله يكتسب خبرة عالية في مجال تطوير الحلول الإلكترونية، وفهم متطلبات الجهات الحكومية والمؤسسات الكبرى والتحديات التي يواجهونها. وأوضح «واجهنا عدداً من التحديات، مثل أي مشروع جديد في السوق، خصوصاً في بداية تأسيس الشركة، أهمها إمكانية توظيف الكوادر الماهرة التي تتماشى مع معايير الجودة التي وضعناها للشركة، والتي تقدم أفضل الخدمات للمتعاملين معنا، إضافة إلى الموازنة بين الخدمات والأسعار».
مشاركة :