قالت «منظمة أطباء بلا حدود» أمس إن نحو عشرة آلاف مدني فروا إلى مخيم يقع مباشرة إلى الشمال من مدينة الرقة معقل تنظيم «داعش» في سورية مع وصول مئات آخرين يومياً فيما تقترب ساعة المعركة الأرضية الحاسمة. ويفر السكان من الرقة تحت ستار الليل مع اقتراب قوات مدعومة من الولايات المتحدة ويفضلون عبور حقول ألغام ومواجهة نيران المتشددين على المخاطرة بالموت في معركة كبرى من المتوقع أن تنطلق شرارتها قريباً. وقالت ناتالي روبرتس طبيبة الطوارئ من «منظمة أطباء بلا حدود في فرنسا» التي عادت لتوها من المنطقة لصحافيين من «رويترز»: «ليس نزوحاً هائلاً، لكن نحو 800 شخص يصلون يومياً إلى عين عيسى». ويخضع المخيم في قرية عين عيسى لإدارة «قوات سورية الديموقراطية» وهي تحالف يهيمن عليه المقاتلون الأكراد. وتقف «قوات سورية الديموقراطية» حالياً على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من الرقة وتعتزم شن هجوم على «داعش» خلال أسابيع. وكانت «أطباء بلا حدود» تعتزم تحويل المخيم نقطة عبور للمدنيين. وقالت روبرتس إنه مع الحاجة إلى تسجيل كل شخص وعدم وجود مكان بديل يلجأ إليه كثير من الفارين استقبل المخيم عدداً أكبر من طاقته البالغة ستة آلاف شخص. وتدهورت الأوضاع بخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة. وقالت روبرتس إن الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى لم تتمكن بعد من التواجد في المنطقة. وتقدم منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الأولية وتشمل اللقاحات ورعاية الأمهات وعلاج الحالات المرضية المزمنة. ويجري إرسال المصابين نتيجة الحرب وغالبيتهم أصيبوا بسبب الألغام إلى ثلاثة مستشفيات تابعة للمنظمة تقع إلى الشمال. ولم يعرف بعد عدد الأشخاص الذين بقوا في الرقة، العاصمة المفترضة لتنظيم «داعش» في سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات. وقبل عمليات النزوح الأخيرة كانت التقديرات تشير إلى أن عدد سكان المدينة 200 ألف. وقالت روبرتس إنه يبدو أن قصف التحالف للرقة موجه في شكل جيد حتى الآن، لكن مستشفيات المدينة لن تكون مهيأة لعلاج الإصابات الناجمة عن تكثيف القصف.
مشاركة :