واشنطن - وكالات: وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمراً بمنع البدء في إجراءات نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، لمدة ستة أشهر، متراجعاً عن وعده خلال حملة الانتخابات الرئاسية. وقال البيت الأبيض، في بيان، أمس، إن ترامب يعتزم نقل السفارة في نهاية المطاف، وإنه يجب ألا ينظر إلى هذه الخطوة على أنها «تراجع بأي حال عن دعمه القوي لإسرائيل، وللتحالف الأمريكي الإسرائيلي». وقال شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيض:»اتخذ الرئيس ترامب قراره لتعظيم فرص التوصل إلى صفقة عبر مفاوضات ناجحة بين إسرائيل والفلسطينيين، ووفاء بالتزامه بالدفاع عن مصالح الأمن القومي الأمريكي». وأوضح سبايسر «ولكن، في الوقت الذي أكد فيه ترامب مراراً عزمه نقل السفارة، فإن السؤال لا يدور حول حدوث النقل من عدمه، بل عن موعد ذلك». وتحتفظ الولايات المتحدة بسفارتها في تل أبيب، على الرغم من وجود قانون منذ أكثر من عقدين يقتضي نقل السفارة إلى القدس. وقد تخلى الرؤساء من كلا الحزبين السياسيين باستمرار عن هذا الشرط كل ستة أشهر، مدعين أن مثل هذه الخطوة ستشكل انتهاكاً لمصالح الأمن القومي الأمريكي، وتعرض عملية السلام للخطر. وكان الرئيس السابق، باراك أوباما قد وقع أمراً يمنع السفارة من الانتقال في ديسمبر الماضي، من المقرر أن ينتهي أجله، أمس الخميس. ولم يتناول ترامب هذه المسألة علناً خلال زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، الأسبوع الماضي. ورحب المسؤولون الفلسطينيون بالقرار، واعتبره المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة «خطوة إيجابية هامة ستعزز فرص تحقيق السلام». من جهته أعلن السفير الفلسطيني في الولايات المتحدة حسام زملط أنه «مستعد لإطلاق آلية تشاور مع الإدارة الأمريكية» للتوصل إلى السلام. وتابع «نحن جديون وصادقون في التزامنا من أجل سلام عادل ودائم». في المقابل أعرب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن خيبة أمله بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في الوقت الحالي. وقال نتنياهو في بيان نشره مكتبه «رغم خيبة الأمل من عدم نقل السفارة في هذه المرحلة، فإن إسرائيل تثمن التصريحات الودّية التي أدلى بها الرئيس ترامب والتزامه بنقل السفارة في المستقبل». تابع نتنياهو أن «موقف إسرائيل الدائم هو أن السفارة الأمريكية وسفارات جميع الدول التي لنا معها علاقات دبلوماسية، يجب أن تكون في القدس، عاصمتنا الأبدية. وأضاف أن الإبقاء على السفارات خارج العاصمة يبعد السلام أكثر عنا لأنه يساهم في إحياء الأوهام الفلسطينية، كأن الشعب اليهودي ودولته ليست لهما أي علاقة بالقدس.
مشاركة :