القوات المسلحة في الفلبين تسعى من خلال عمليات برية وضربات جوية بطائرات هليكوبتر لطرد متمردي جماعة ماوتي من المدينة.العرب [نُشر في 2017/06/02، العدد: 10651، ص(5)]حرب شوارع في مدينة ماراوي مانيلا - أعلن الجيش الفلبيني أن غارة جوية على متشددين إسلاميين يتحصنون في مدينة بجنوب الفلبين أودت بحياة 11 جنديا بطريق الخطأ، مما وجه ضربة قوية لمساعي الحكومة لإنهاء أكبر أزمة أمنية داخلية تواجهها منذ سنين. وقع الحادث الأربعاء عندما أخطأت طائرة من اثنتين كانتا تقصفان مواقع المسلحين هدفها في قلب مدينة ماراوي، حيث تشن القوات البرية هجوما على متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في حرب شوارع شرسة لليوم العاشر على التوالي. وقال وزير الدفاع دلفين لورينزانا في مؤتمر صحافي “أحيانا في خضم المعركة تحدث الكثير من الأمور وتقع حوادث مثل هذا”. وأضاف “من المحزن للغاية أن نقصف قواتنا. ثمة خطأ ما حتما قد وقع إما من شخص يصدر التوجيهات من الأرض وإما من الطيار”. وتسعى القوات المسلحة في الفلبين من خلال عمليات برية وضربات جوية بطائرات هليكوبتر لطرد متمردي جماعة ماوتي من المدينة. وأرسلت طائرات إس.إف-260 للمرة الأولى الأربعاء. وبمقتل الجنود يرتفع عدد أفراد قوات الأمن الذين لاقوا حتفهم إلى 39، بينما قتل 19 مدنيا و120 من المتمردين في معارك في ماراوي. وأرسل الجيش 21 مدرعة وكتيبة ثالثة من الجنود لتعزيز القوات. وقال لورينزانا إن الضربات الجوية قد تعلق ووصف المتمردين بأنهم قوة صغيرة “لا تستطيع الصمود لفترة طويلة“. وأثبتت جماعة ماوتي الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية أنها عدو شرس ورابطت في قلب مدينة ماراوي بعد ضربات جوية استمرت أياما ووصفها الجيش بأنها “دقيقة” وتضرب أهدافا معروفة للمتمردين. وقال لورينزانا إن هناك متشددين من السعودية وماليزيا وإندونيسيا واليمن والشيشان بين ثمانية أجانب قتلوا في المعارك. ويقول خبراء إن هذا يمثل مؤشرا على أن الفلبين قد تتحول إلى مركز إقليمي للتطرف بشكل لا تستطيع احتواءه. وبدأ سكان مدينة ماراوي التي يغلب عليها المسلمون نزوحا جماعيا منها منذ 23 مايو، عندما عاث متمردو ماوتي فسادا وأحرقوا وسيطروا على مبان ونهبوا أسلحة وسيارات الشرطة واحتجزوا رهائن وحرروا سجناء لينضموا إليهم. وأرسل الجيش 21 مدرعة وكتيبة ثالثة من الجنود إلى العملية العسكرية الخميس لوضع حد لاحتلال جزء من المدينة. ويخشى الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي انتشار الفكر المتشدد في جنوب الفلبين وأن تتحول المنطقة إلى ملاذ للمتشددين من جنوب شرق آسيا وما وراءه. وقال إن التمرد في جزيرة مينداناو ليس من تدبير عناصر جماعة ماوتي وإنما هو “داعشي صرف”، لافتا إلى أنه حذر منذ وقت طويل من قرب وصول تنظيم الدولة الإسلامية إلى بلاده. وتستهدف الضربات الجوية مواقع يعتقد الجيش أن ما يسمى بأمير الدولة الإسلامية في الفلبين إنسيلون هابيلون يختبئ فيها. وقال المتحدث العسكري البريجادير جنرال ريستيتوتو باديلا إن الجيش سيجري تحقيقا في حادث مقتل الجنود، لكنه شدد على أن الحادث لن يضعف عزم الحكومة على هزيمة المتشددين.
مشاركة :