الرائد الفرنسي توما باسكيه استعداداته للعودة إلى الأرض الجمعة، بعد أشهر طوال أمضاها في محطة الفضاء الدولية غيرت نظرته إلى كوكب الأرض الذي يبدو من المحطة "جوهرة هشّة"، بحسب ما جاء في مقابلة أجراها من الفضاء. وبعد 200 يوم أمضاها الرائد الفرنسي البالغ 39 عاماً في محطة الفضاء الدولية على ارتفاع 400 ألف متر عن سطح الأرض، يشعر أنه صار مستعداً للعودة إلى الأرض. ويقول "انا مستعد للعودة، حتى أني وضّبت حقائبي". وسيعود الرائد الفرنسي مع زميله الروسي أوليغ موفيتسكي على متن مركبة "سويوز" روسية. ومن المتوقع أن يصلا إلى الأرض بعد ثلاث ساعات و20 دقيقة، ويهبطا في سهوب كازاخستان. وقال توما باسكيه من مكان إقامته في المحطة الفضائية "لقد غيّرني الفضاء بعض الشيء (..) أعود إلى الأرض مدركاً أن كوكب الأرض جوهرة حقيقية لكنها هشة". وهو التقط الكثير من الصور لكوكب الأرض أثناء مهمته، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف "مشاهدة هشاشة الكوكب من بُعد جعلتني أقدّر هذه الهشاشة.. نحن لا نعرف إلى أي حد غلافنا الجوي رقيق، ونخشى ان يتم تدمير الكوكب، وعلينا أن نحميه". أجرى توما باسكيه على مدى 200 يوم تجارب كثيرة، وخرج مرتين إلى الفضاء الطلق، ونشر وقائع مغامراته عبر مواقع التواصل. وقال "لقد فعلت تقريباً كل ما يمكن أن أفعله .. الأهداف الأساسية للمهمة تحققت". وهو يشعر أنه طفل انتهت إجازته وينظر العودة إلى بيته وأصدقائه وعائلته وحياته المعتادة. وهو يرى أن إقامته في الفضاء كانت أشبه "بفاصل خارج الحياة المعتادة". ويقول "أنا حزين قليلاً لأني سأغادر هذا المكان، ولا أعرف ما إن كنت سأعود إليه يوماً ما أم لا". وفي الوقت نفسه، يشعر بالرغبة في العودة، فستة أشهر في المحطة "كانت طويلة". أكثر ما كان يشتاق إليه الرائد الفرنسي زوجته وعائلته والمقربون..وأيضاً "الشعور بالقدرة على التنزه بحرية، والذهاب إلى الخارج وممارسة الرياضة في الهواء الطلق، والاحساس بالهواء والشتاء". لا يبدي توما باسكيه الكثير من القلق حول رحلة العودة، ويقول "الطريقة الفضلى لمواجهة القلق هي حسن الاستعداد.. نحن جاهزون تقنياً، ولدينا ثقة بالأجهزة، وثقة بالفريق الموجود في الأرض الذي سيتولى مساعدتنا" في رحلة العودة. ويضيف "إنها رحلة خطرة بعض الشيء، وخصوصاً بسبب دخول الغلاف الجوي.. حينها سنشعر بوزننا وبأننا أثقل بعدة أضعاف من وزننا الحقيقي…وهذا الأمر له آثار ليست دائماً جميلة…لكننا مستعدون".