يمثل شهر رمضان فرصة مواتية للمدخنين الراغبين في الإقلاع عن التدخين بصورة نهائية لاتخاذ القرار اللازم؛ إذ تساعد ساعات الصوم الطويل وما يصاحبها من توقف عن التدخين فرصة ذهبية لوضع القرار موضع التنفيذ، وقال عدد من المدخنين والمقلعين عن التدخين، إن شهر رمضان يجدد السؤال كل عام للمدخنين بإتاحته فرصة للإقلاع عن التدخين إلا أن قليلاً من يلتقط المبادرة. مشيرين إلى أن الإقلاع عن التدخين يتطلب إرادة قوية، وإدراكاً للفوائد التي يمكن أن يجنيها الفرد حال اتخاذه للقرار، وأضافوا أن رمضان يشتمل على مساعدات أخرى تسهل اتخاذ القرار، فبالإضافة إلى ساعات الصوم الطويلة، فإن ممارسة الرياضة في الفترة المسائية التي تتزايد فيها رغبة المدخن في التدخين تخدم عدة جوانب مثل تنشيط الدورة الدموية، ونسيان الحاجة الملحة للتدخين. وأوضحوا أن الأجواء الروحية المتمثلة في تلاوة القرآن، وأداء صلاة التراويح تعزز الأمان النفسي للإنسان، وتساعده على المضي قدماً في قراره، وحثّوا على اغتنام الفترة المسائية في التواصل مع الأصدقاء بالنسبة للشخص الراغب في الإقلاع عن التدخين بغرض الحصول على الدعم والمساندة. وتقدر نسبة المدخنين في دولة قطر بحوالي %37 من عدد السكان المواطنين والمقيمين، وتم افتتاح عيادة مكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية بدولة قطر في أكتوبر 1999. وتستقبل العيادة المواطنين، والمقيمين، وتقدم خدماتها المجانية للجميع؛ حيث إن هذه الخدمة تعتبر أحد الخدمات الوقائية والعلاجية. رمضان فرصة لاتباع حمية غذائية والتوقف عن التدخين: يقول مجاهد سيد إنه ينوي الإقلاع عن التدخين عند كل رمضان، ولكنه لا يحرز تقدماً يذكر، مشيراً إلى أن التدخين في الفترة المسائية يلحّ عليه بصورة أكبر من الأيام العادية؛ مما يشجعه على التراجع بسهولة، وأضاف مجاهد أنه شاهد أحد أصدقائه يتبع نظام غذائياً صارماً في شهر رمضان ما جعله يتخلى عن التدخين ويحتفظ بوزنه، مشيراً إلى أن الأحاديث التي تتعلق بالزيادة الكبيرة في الوزن عقب الإقلاع عن التدخين من أكبر مثبطات العازمين على اتخاذ القرار، ورغم إمكانية تعويض مثل هذه الآثار الجانبية بالانخراط في نشاط رياضي، يتخوف مجاهد من عدم وجود زمن كافٍ لذلك، ولا سيما أنه موظف بإحدى الشركات التي تعمل بنظام الورديات وكثيراً ما يعمل في الليل، وينام في النهار؛ الأمر الذي يضطره للتدخين للاحتفاظ بتركيزه، كما أن فرصته في ممارسة الرياضة تظل معدومة لتواجده في مكان العمل. النصائح لا تجعل المدخن يتوقف: وبدوره قال قاسم عبدالله الذي لم يجرب التدخين من قبل إنه يتابع تجربة أصدقائه من المدخنين والمقلعين، مشيراً إلى أن الذين أقلعوا عن التدخين تحسنت صحتهم، وحالتهم المزاجية بصورة كبيرة، كما أنهم استطاعوا الانتظام في الرياضة لتعافي أجسامهم من آثار التدخين، وأكد قاسم أن النصائح لا تساعد المدخن على الإقلاع، وقد جرب كثيراً مع أصدقائه المدخنين إلا أنه يتبع معهم سياسة صارمة، فالذي يركب معه في السيارة غير مسموح له بالتدخين، والذي يزوره في منزله غير مسموح له بالتدخين رغم أنه يسكن وحيداً، وأوضح أن هذه الصرامة كثيراً ما فسرت بصورة خاطئة من قبل زواره، ولكنهم تفهموا رغبته في خاتمة المطاف. التشجيع والمساندة يساعدان على اتخاذ القرار: وقال أحد المدخنين إنه يدخن بصورة أكبر في شهر رمضان بسبب السهر، وأضاف في الأيام العادية لا يجد براحاً زمنياً كبيراً بسبب منع التدخين في مكان الدراسة والعمل إلا في أماكن محددة، وتمنى أن يتمكن من الإقلاع عن التدخين خلال شهر رمضان، ولكنه أكد صراحة أنه حتى الآن لم يتخذ قراراً، مشيراً إلى أن التشجيع والمساندة في اتخاذ مثل هذه القرارات يمثل حجر الزاوية في نجاحها.;
مشاركة :